ليست الرغبات في حدِّ ذاتها أثيمة، غير أنها - شأنها شأن الذهن والإرادة - أفسدتها الخطية وبذلك صار بينها وبين ناموس الله صراع ونزاع.
فالرغبات الأثيمة هي تلك الرغبات التي أفسدتها الخطية فلم تعُد منظمة ولا منضبطة بالتالي، وليس الرغبات الطبيعية الخالصة طبعاً.
ثم ينبغي أن يضاف إلى هذا واقع كون الخطايا غير مقتصرة بأي حالٍ على طبيعة الإنسان الحسية والجسدية فقط. فالخطايا هي من خصائص الإنسان الروحية الأثيمة أيضاً.
وليست الشهوة الجسدية هي الرغبة الطبيعية الوحيدة، بل هي واحدة بين كثيرات. حتى هذه الشهوة ليست أثيمةً في ذاتها، لأنها أُعطيت للإنسان عند خلقه. وهي ليست الشهوة الوحيدة التي أفسدتها الخطية، لأن جميع الرغبات، الطبيعية والروحية، صارت وحشية وغير منضبطة من جراء الخطية.
وبذلك مُسِخت الرغبات الصالحة في الإنسان فصارت رغبات شريرة.