الواقع أن هذا الإثم الشامل هو على نحو جوهري أساس الكرازة بالإنجيل في العهد الجديد، بحيث يصبح لكلمة "العالم" مضمونٌ بغيض جداً.
فإذا نظرنا إلى العالم في حد ذاته وإلى كلِّ ما فيه نجد بالطبع أن الله هو خالق هذا وذاك؛ غير أن العالم صار من جراء الخطية فاسداً جداً بحيث إنه يقوم الآن في مواجهة الله كقوةٍ معادية.
فهو لا يعرف الكلمة الذي له يدين بوجوده (يوحنا 1: 10).
وهو بكامله موضوع في الشرير (1 يوحنا 5: 19)، وخاضعٌ للشيطان كرئيس له (يو 14: 30؛ 16: 11)، وهو زائلٌ بكل ما فيه من شهوة ومرغوبية (1 يو 2: 16).
وكل من يُحبُّ العالم يبين أن محبة الآب ليست فيه (1 يو 2: 15)، ومن أراد أن يكون محباً للعالم فقد صار عدواً لله (يعقوب 4: 4).