فأَشفَقَ عليهِ يسوع ومَدَّ يَدَه فلَمَسَه وقالَ له: قد شِئتُ فَابرَأ
تشير عبارة فأَشفَقَ عليهِ" الى حنان المسيح الذي يتجدَّد مرة أخرى على الشعب الجائع عند التكثير الأوّل والثاني للخبز والسّمك (مرقس 6: 34؛ 8: 2). وذكر الإنجيليون الثلاثة (متى 8: 2-4، لوقا 5: 21-16) هذه المعجزة، ولم يذكر أحد منهم سوى مرقس انفعالات يسوع وقتئذٍ: "أَشفَقَ عليهِ".
فالذي دفع يسوع على عمل المعجزة ليس مجرَّد البرهان على انه إله بل إظهار نفسه إنسانا يشعر بمصائب الناس ويحزن لأحزانهم.
والشفقة أدَّت بيسوع للانخراط في تاريخ حياة هذا الأَبرَص المُهمّش والاقتراب منه وقبوله ولمْسه وإعادة دمجه في مجتمعه! ولم يُؤجلْ شفاؤه، وذلك ليس للجاجة الأَبرَص، او لأجل الشهرة، إنما لأنه لا يستطيع ان يردّ له طلباً، فرضته الحاجة، وصاغه الإيمان.
لا يزال الرب يشفق على الناس في امراضهم الجسدية والروحية الى الآن. ربّي يسوع، عساك تتكرّم بالاقتراب منّي بدافع الشفقة.