رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
تشير عبارة " هذا الرَّجُلِ " الى ازدراء الكتبة ليسوع في كلامهم، وهو يشابه انكار بطرس ليسوع كما جاء في انجيل متى "أَخَذَ يَلعَنُ ويَحلِفُ قال: ((إِنَّي لا أَعرِفُ هذا الرَّجُل" (متى 26: 74). أمَّا عبارة "لَيُجَدِّف" تشير الى كَفَرَ يسوع بِنِعمَة الله في نظر الكتبة لادعائه ان له سلطان غفران الخطايا، وهو خاص لله وحده. إنه يدَّعي بعمل ما لا يقدر عمله إلاَّ الله وهو غفران الخطايا (مرقس 14: 64). وبهذا الادِّعاء ينسب لنفسه مقام منزلة إلهية حيث اعتبر نفسه على مستوى الله (متى 26: 65)؛ وحسب الشريعة اليهودية كانت تهمة التجديف تستوجب الموت (الاحبار 24: 15). والتجديف هو أكبر خطيئة يقترفها الانسان في نظر الكتبة والفرِّيسيين والكهنة كما جاء في شهادة عظيم الكهنة في مجلس ضد يسوع " لَقَد سَمِعتُمُ التَّجْديف، فما رَأيُكُم؟)) فأَجمَعوا على الحُكمِ بِأَنَّه يَستَوجِبُ المَوت" (مرقس 14: 64). والواقع لم يكن يسوع يُجدّف، لان دعواه كانت صحيحة، فيسوع هو الله. وقد أثبت دعواه بشفاء المُقعَد (مرقس 2: 9-11)، وبيّن أنّهم هم أصحاب التجديف، لأنَّ كلّ من ينسب عمل يسوع إلى غير الله، هو مُجدّف لا يُغفر له كما ورد في الكتاب " وأمَّا مَن جَدَّفَ على الرُّوحِ القُدُس، فلا غُفرانَ له أبداً، بل هو مُذنِبٌ بِخَطيئةٍ لِلأَبَد، ذلك بأَنَّهم قالوا إِنَّ فيه رُوحاً نَجِساً " (مرقس 3: 29-30). فالكتبة يتصدّون للحق من أجل الحفاظ على مبادئ معيّنة عندهم، ومن أجل الحفاظ على موقعهم في مجتمعهم. امَّا موقف المؤمن فهو التواضع أمام الحقيقة، ويُقِرُّ بها، ويعملُ لها، ويدافع عنها. |
|