رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
ملك ساليم وملك سدوم فَخَرَجَ مَلِكُ سَدُومَ لاسْتِقْبَالِهِ .. وَمَلْكِي صَادِقُ، مَلِكُ شَالِيمَ، أَخْرَجَ خُبْزًا وَخَمْرًا .. وَبَارَكَهُ ( تكوين 14: 17 - 19) بين الوقت الذى فيهِ ذهب ملك سدوم لمُلاقاة أبرام، والوقت الذى فيه قدَّم الاقتراح له بخصوص النفوس والأملاك، يظهر شخص عجيب، وهو ملكي صادق. هذا الشخص الغريب المُرسَل من الله كان في طريقه كواسطة تقوية لقلب أبرام، في نفس اللحظة التي فيها كان العدو في طريقه إلى مُهاجمته (قارن عددي 17، 18 مع ع21). كان أبرام في هذه اللحظة في أشد الحاجة إلى القوة. كان العدو مزمعًا أن يضع أمام عين إنسان الله طُعمَه الذهبي، ولذلك فملكي صادق يظهر بجانبه، لكي يضع أمام نظره حقائق الملكوت الإلهية. كان مستعدًا لأن يُطعِـمه ويقوِّي نفسه بالخبز ويفرِّحه بخمر الملكوت، حتى ”بقوة تلك الأكلة“ يُمكنه أن يسمو فوق كل جاذبيات العالم. ومن هذا نتعلَّم أن الاشتراك في أفراح وأمجاد الملكوت هو وحده الذي يُمكِّن القلب من رفض أدران العالم. أيها القارئ بماذا تُطعَم أنت الآن؟ ما الذى يشتمل عليه طعامك الاعتيادى؟ هل على «الخُبز والخَمر» الذى يُقدِّمه الرب؟ أم أملاك سدوم؟ هل أُذناك مفتوحتان إلى الاقتراحات المُهلِكة التي لملك سدوم؟ أم إلى الأحاديث السماوية مع ملك ساليم؟ وإذ نتقدَّم نرى أن ملكي صادق يقود نفس أبرام إلى الشركة الحاضرة مع «الله العلي مالك السماوات والأرض». وهكذا يوضح تمامًا الفرق الشاسع بين ملك سدوم والله العلي مالك السماوات والأرض، بين أملاك سدوم وممتلكات السماوات والأرض. يا له من فارق مبارك يقودنا إليه الإيمان على الدوام! لا حاجة بنا إلى القول إن أبرام ما كان ليرفض توًا تَقدِمة ملك سدوم لو لم يُلاقِهِ ملكي صادق بالخبز والخمر، وبركة «كاهن الله العلي» التي رفعت أبرام إلى حالة سامية حتى إنه استطاع بنظرة متعقلة واحدة أن يلِّم بالممتلكات الواسعة للسماوات والأرض. ويقينًا يمكن أن نقول إنه بهذه الكيفية فقط استطاع أبرام أن ينتصر. لذلك ينبغي أن يكون هناك إلمام عملي بالشيء الأفضل؛ الرجاء القلبي المحبوب، رجاء «الخيرات العتيدة»، قبل أن نقدر أن نحصل على نُصرة كاملة على ميولنا العالمية «قبلتم سلب أموالكم بفرح، عالمين في أنفسكم أن لكم مالاً أفضل في السماوات وباقيًا» ( عب 10: 34 ). فإذا كنا ننتظر حقيقة استعلان المجد، سنوجد منفصلين عن كل شيء يقع تحت الدينونة فى ذلك اليوم. . |
|