رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
الأعياد والاحتفالات الدينية القبطية في القرن الحادي عشر تميز العصر الفاطمي الذي شغل مساحة كبيرة من القرنين العاشر والحادي عشر بالسلام الذي شجع العلماء على العلم والفنانين على الفن، فظهرت كثير من الفنون وتشجيع القديم منها، كما ألف المؤلفون الكثير من الكتب، واشتهرت مجالس الأدب والعلم وارتفع مستوى التعليم والحضارة. وقد نال الأقباط قسط كبير من هذا الاهتمام، فرممت الكنائس القديمة، وأنشئت كنائس جديدة، وزاد عدد الرهبان، ونشطت الخدمة المسيحية إلى حد ملحوظ. كما ظهر الأقباط في الشوارع والمحافل، بل وأظهروا طقوسهم الدينية علانية في غير خفاء سواء في أعيادهم أو في مواسمهم، وزاد اشتراكهم في الوظائف الإدارية والمالية. وبلغ الأمر أكثر من هذا، إذ شارك الخلفاء الأقباط احتفالاتهم بمواسمهم وأعيادهم بشكل رسمي، وشاركت مالية الدولة في ذلك. وكان من الأعياد الظاهرة آنذاك: عيد البشارة وعيد أحد الشعانين الذي اشتهر باسم عيد الزيتونة وكانوا يخرجون فيه حاملين سعف النخيل ويدورون حول الكنائس ومعهم الورود مترنمين بألحان ذلك اليوم الجميلة، والكهنة والشمامسة بملابسهم. ولم يوقف هذا التقليد إلا الحاكم بأمر الله. وكذلك خميس العهد وكان يسمى خميس العدس أو خميس البيض، فكان المسيحيون يأكلون فيه العدس، وأخواتهم المسلمون يأكلون البيض. ويقول عنه المقريزى "وسُنَّتهم في ذلك أن يملأوا إناء من ماء ويزمون عليه (يقرأون المزامير)، ثم يغسل للتبرك به أرجل سائر النصارى.. وكان في الدولة الفاطمية تضرب في خميس العدس هذا خمسمائة دينار، فشمل ضراريب تفرق في أهل الدولة برسوم مفردة.. ويباع في أسواق القاهرة من البيض المصبوغ عدة ألوان ما يتجاوز حد الكثرة، فيتآمر به العبيد والصبيان والغوغاء، وينتدب لذلك من جهة المحتسب من يردعهم في بعض الأحيان، ويهادى النصارى بعضهم بعضا، ويهدون المسلمين أنواع السمك المتنوع مع العدس المصفى والبيض". |
|