منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 29 - 03 - 2022, 04:19 PM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,272,381

مثل العُرس (مرقس 2: 19-20)




مثل العُرس (مرقس 2: 19-20)

كانت صورة العريس معروفة بالنسبة للتقليد اليهودي كدلالة على الخلاص المسيحاني في نهاية الزمان. وفي إجابته للفريسيين شرح يسوع مفهومًا جديدًا للصوم في المسيحية، أن المسيحي هو عروس للمسيح العريس، والمسيح دفع دمه ثمنًا لهذه الخطبة. فطالما هو موجود بالجسد، فالتلاميذ ينعمون بوجود عريسهم معهم، فهم في فرح، والفرح لا يصحُّ معه النوح والتذلل والصوم. أمَّا بعد أن يُرفع العريس، فالعروس سوف تفهم أنه طالما أن عريسها في السماء فهي غريبة على الأرض. فرحنا يقوم كليا على أساس حضور يسوع وغيابه. النفس التي تذوقت حب عريسها لن تكتفي بالصوم بهذا المفهوم، بل ستترك عن طيب قلب كل ملذات العالم، وستبكي وتنوح على خطاياها التي سبَّبت الألم لعريسها، لذلك نسمع في إنجيل متى قول السيد "أَيَسْتَطيعُ أَهْلُ العُرسِ أَن يَحزَنوا ما دامَ العَريسُ بَيْنَهُم؟ " (متى 9: 15).

ويكرِّر مرقس ولوقا القول مستبدلين كلمة ينوحوا بكلمة يصوموا. "أَيَستَطيعُ أَهلُ العُرسِ أَن يَصوموا والعَريسُ بَينَهم؟"(مرقس 2: 19، لوقا 5: 34). وهذا ما يذكرنا نبوءة يوئيل " إِرجعوا إِلَيَّ بكُلِّ قُلوبِكم وبِالصَّوم والبُكَاءَ والانتحاب" (يوئيل 2: 12). فالصوم يأخذ آنذاك منحى جديداً. ويعلق البابا القديس يوحنّا بولس الثاني " إنّ زمن الصوم ما هو إلا تذكير لنا بأن العريس رُفِع من بيننا. رُفع وألقي القبض عليه وسُجن وضرب وجُلد بالسياط وكُلِّل بإكليل من الشوك وصُلب" (المقابلة العامّة بتاريخ 21/03/1979).

زمن الصوم ما هو إلا تذكير لنا بأن العريس (يسوع) رُفِع من بيننا. فمن جهة أصبح الصوم للمسيحيين "حزن" لأن العريس قد رُفِع بشكلٍ مُؤلم عنهم، ومن جهةٍ أُخرى فعل محبّة وتضامن مع "عريس نفوسنا" الذي حمل "أوجاعنا وأحزاننا". وهكذا استبدل المسيحيون اليوم الذي كان فيه اليهود يصومون في "عيد التكفير" ويذبحون "كبش المحرقة" باليوم الذي فيه ذُبح يسوع حمل الفصح الحقيقي " كَفَّارةٌ لِخَطايانا لا لِخَطايانا وحْدَها بل لِخَطايا العالَمِ أَجمعَ" (1يوحنا 2: 2).

لم يلغِ يسوع فكرة الصوم عند تلاميذه، ولكنه أوضح أنه وسيلة ً للوجود معه. ولما كان هو العريس وسط تلاميذه أثناء تجسُّده، فلا حاجة للصوم والعُرس قائم. ولكن، متى ارتفع عنهم بصعوده، سيكون الصوم واجبا عليهم. ولم يُقلل السيد من شأن الصوم، ولا أعلن امتناع تلاميذه عنه مطلقًا، وإنما سحب قلوبهم من الرؤيا الخارجية لأعمال الصوم الظاهرة إلى جوهر الصوم ذاته، وهو التمتع بالعريس السماوي نفسه، إذ يقول: "أَيَستَطيعُ أَهلُ العُرسِ أَن يَصوموا والعَريسُ بَينَهم؟ (مرقس 2: 19). أنه يأتي وقت فيه يمارس التلاميذ والرسل الصوم بحزمٍ، عندما يرتفع عنهم جسديًا ويُرسلهم للكرازة لأجل تمتع كل نفس بعريسهم.

ونستنج ان يسوع هو مَحوَر الصوم، حول وجوده وعدم وجوده. هذا يعني أن الصوم يستمد معناه من يسوع وليس من أي مصدر آخر. بمعنى آخر يمكننا القول بأن المسيح أعطى للصوم معنى جديد وجذري. يقول لنا أنه عندما يكون حاضراً بيننا فلا حاجة لنا للصوم. والكنيسة تقول استناداً للإنجيل، بأن المسيح حيّ بيننا وهو حاضر معنا دائماً. هذا يعني أن المسيحي ليس بحاجة إلى الصيام، بما أن المسيح "العريس" حاضر في حياته وفيه؛ ولكن المشكلة هي من طرفنا، بمعنى أننا نحن بعيدون عن المسيح ونخرجه من حياتنا، وغالباً نعيش كما لو أننا لسنا بحاجة إليه، وبالتالي على المسيحي أن تكون حياته كلها صيام، بمعنى أنها محاولات جادّة لجعل المسيح أكثر حضوراً في حياتنا.
رد مع اقتباس
إضافة رد


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
حفل العُرس [19- 21]
العُرس السمائي الدائم
ما أعظم أفراح العُرس!
هيَّأتُ كُلَّ شيءٍ، فتعالَوْا إلى العُرس
العُرس الجديد - ثمر النفس


الساعة الآن 09:57 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024