رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
رجع يسوع الى جذور الدين اليهودي، فأعاد الى السبت معناه الأصلي. المجال الروحي الذي يتم فيه عمل الله في تاريخ الانسان. فابتدأ يسوع بتأنيب الفريسيين لأنهم لم يتذكروا ما فعله داود نبيُّهم وملكهم الذي خالف شريعة الهيكل في استسلامه لشريعة الرحمة، إذ أكل خبز التقدمة هو ورفاقه يوم السبت (الاحبار 24: 8). وخبز التقدمة يتكوَّن من اثني عشر رغيفا الموضوعة على المائدة في المقدس أي القسم المتوسط من خيمة الشهادة، وكان الكهنة يأتون بخبز جديد كل يوم سبت ويضعونه على تلك المائدة ويأخذون الخبز ويأكلونه (الاحبار 24: 5-9) ولا يجوز لاحد غير الكهنة ان يأكل هذا الخبز (خروج 25: 30). ان الرب لم يعاقب داود، لان حاجته الى الخبز كانت أهم من الحرفيات الطقسية، والمحافظة على الحياة في نظر الله أثمن من القوانين الطقسية (1 صموئيل 21: 1-6). فالضرورة اباحت المحظورات لداود، فإذاً الاعمال الضرورية مباحة يوم الراحة، ومن اباحها في يوم الراحة لا يخالف الوصية الرابعة. فإن كان الرب لم يبكت داود على ذلك، فقد جاز لابن داود الأعظم أن يسمح لتابعيه أن يقطفوا فريكاً ويأكلوه في السبت. وهنا يجب ان نؤكد ان يسوع لم يكن يشجع عصيان شرائع الله، بالحري كان يؤكد ضرورة التميز والعطف عند تنفيذ الشرائع. وقد علم كل من داود ويسوع ان القصد الحقيقي من شريعة الله هو تعزيز المحبة لله وللأخرين، فلا تحفظ أي شريعة حفظا أعمى دون النظر بدقة أسبابها، لان روح الشريعة أهم من حرفها. الأب لويس حزبون - فلسطين |
|