الحكام في مصر - ولاية الخليفة عبد الملك بن مروان سنة 750 م.
تولى بعد حوثرة فانتهز انشغال مروان في القتال وكان قبط الوجه البحري في الجهة المعروفة بالشمور وهي مديرية الدقهلية والمنزلية ودمياط وفي جهة شبرا بسنبوط قد قاموا على عمال الخراج وقتلوهم فجرد الوالي عساكره فحاربهم الأقباط وانتصروا عليهم دفعتين وكان القائد للبشمور بين رجل قبطي منهم يسمي مينا بن بقيرة وبعد أن تمتع الأقباط مدة بالراحة استجمع مروان قوته وحاربهم فهزمهم هذه المرة وتركوا ميدان القتال وتحصنوا في بلادهم فلم يتمكن مروان من متابعتهم بسبب الوحل الذي كان في طريقهم فضرب العساكر حولهم يحرسونهم فكان البشموريون يخرجون إليهم ليلًا من طريق يعرفونه ويقتلون من قدروا على قتله ولما طال عليهم الأمر رحلوا عنهم.
وجاء أبو العباس إلى مصر فلم يقو مروان على الوقوف أمامه فهرب إلى الوجه القبلي وسمح لعساكره أن ينهبوا البلاد فصاروا يقتلون الأراخنة ويسبون نساءهم وأولادهم ويسلبون أموالهم ويهدمون الكنائس وفيما هو هناك اغتصب أهل طحا (بمديرية المنيا) ووقفوا عن دفع الخراج فأرسل إليهم أميرًا من أمرانه فقتل ونفى كثيرين منهم واستباح كل مالهم وكان عدد سكان هذه المدينة أكثر من 20000 نفس كلهم نصارى فهدم كنائسهم ولم يبق فيها غير واحدة كانوا التزموا بثلاثة آلاف دينار في نظير بقائها فأعطوا آلفين وعجزوا عن الباقي فجعل ثلثها جامعا.