رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
وجاءَت أُمُّه وإِخوتُه فوقَفوا في خارِجِ الدَّار، وأرسَلوا إِليهِ مَن يَدْعوه. تشير كلمة "أُمُّه" الى مريم العذراء التي يذكرها مرقس الإنجيلي لأول مرة. إن مريم تحتل وضعاً خاصاً ليسوع لا يحتله أي عضو آخر في الكنيسة. إذ يتجلّى مجدها وفرحها كأمّ المسيح في كلمات الربّ " مَن يَعمَلُ بِمَشيئَةِ أَبي الَّذي في السَّمَوات هو أَخي وأُختي وأُمِّي" (متى 12: 50). وتعرف مريم أولاً وقبل كل شيء بصفتها "أم يسوع " (لوقا 1: 3، 31)، وذلك بملء حريتها قبلت أن تلد يسوع، من أجل شعب الله. وهي تُمثل جميع هذا الشعب، وتحمله على قبول الخلاص الذي يُعرضه الله عليه. وسرّ الأمومة يقتضي اشتراكاً كاملاً في سرّ يسوع، في حياته على الأرض، حتى تجربة الصليب (يوحنا 19: 25-26) واتحاداً في مجده، حتى الاشتراك في قيامته (رؤيا 21)؛ ولكن لا ننسى أن بواسطتها، صار يسوع، ابن الله، الوسيط " الوحيد، أخاً لكل الناس، وأقام معهم علاقة عضوية؛ والناس لا يستطيعون الاتصال به بدون وساطة الكنيسة التي هي جسده (قولسي 1: 18). وهذه الحقيقة الأساسية التي تُحدِّد موقف المسيحيين تجاه مريم؛ لذلك يرتبط موقفهم هذا إزاء مريم ارتباطاً مباشراً بموقفهم إزاء أمهم الكنيسة (يوحنا 19: 27). |
|