أنَّ الأنبياء لا يشجبون الخطيئة ولا يُبيّنون جسامتها إلا لأجل أن يدعوا الناس دعوة أعمق إلى التوبة والاهتداء.
ذلك أنه إن كان الإنسان غير أمين، فالله يبقى على الدوام أميناً، فيرفض الإنسان حب الله، ولكن الله لا يكفَّ عن عرض هذا الحب عليه، وطالما يظل الإنسان قابلا للرجوع إليه، فالله يحثّه على أن يرجع، ويرتّب كل شيء لهذ ا الرجوع كما تنبأ هوشع النبي "هاءَنذا أَسُدُّ طَريقَكِ بِالشَّوك وأُسَيِّجُه بِسِياج، فلا تَجِدُ سُبُلَها فتَجْري وَراءَ عُشَّاقِها فلا تُدرِكُهم وتَطلُبُهم فلا تَجِدُهم فتقول: أَنطَلِقُ وأَرجِعُ إلى زَوجِيَ الأَوَّل لِأَنِّي كُنتُ حينَئذٍ خَيراً مِن الآن" (هوشع 2: 8-9).