رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
استخدمت أسفار العهد الجديد فعل اليونانية، μετανοέω ومعناه التوبة الباطنية، أي تغيير العقلية والرجوع الذاتي في الباطن. ومن هنا ينبغي أن نقيم اعتباراً لهذين الوجهين المتميزين المتكاملين. فلا بد من التركيز على التوبة الباطنية أي تغيير العقلية مصحوبا بالتوبة الخارجية أي تغيير السلوك الخارجي. ويُعلق البابا لاون الكبير "إنّ عيش التوبة، هو الانتقال من حالةٍ إلى أخرى، يعني نهاية شيء أي ألاّ نعود كما كنّا، وبداية شيء آخر أي أن نصبح ما لم نكن عليه"(العظة العشرون عن الآلام). فالتوبة تعني الوعي بأنّنا ابتعدنا عن مركز ومحور حياتنا، وعن حقيقتنا، ولم نعد موّحدين مع ذاتنا، منقسمين على ذاتنا، وبالتالي نحن بحاجة إلى محاولة الوحدة مع الذات بالعودة إلى الله. ولا نستطيع أن نلتقي معه ونقبل حبَّه فينا بطريق آخر غير التوبة. هذا ما يؤكده السيِّد المسيح، قائلًا " إِن لم تَتوبوا، تَهلِكوا بِأَجمَعِكُم مِثلَهم" (لوقا 13: 3). ويُعلق البابا بندكتس "التوبة رغم أنها لا تقي من المشاكل والمضايق، لكن تسمح لنا بمواجهتها بشكل مختلف، إذ تساعدنا على تحاشي الشر من خلال تعطيل تهديداته، وتسمح بالانتصار على الشر بالخير، إذ تقضي التوبة على جذور الشر التي هي الخطيئة، حتى ولو لم تستطع تحاشي عواقبه بالكلية". |
|