رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
فإِنَّ اللهَ أَحبَّ العالَمَ حتَّى إِنَّه جادَ بِابنِه الوَحيد لِكَي لا يَهلِكَ كُلُّ مَن يُؤمِنُ بِه بل تكونَ له الحياةُ الأَبدِيَّة "جادَ بِابنِه الوَحيد" فتشير الى الله الذي بذل ابنه -الكلمة- بالطبيعة وليس بالتبنّي، لأنّه وُلِد من الآب بطريقة جوهريّة. الآب، وهو الإله الحق، وَلَد الابن المساوي له في الجوهر، "إلهًا حقًّا من إلهٍ حق" كما ورد في قانون الإيمان. وبرَّهن الله عن حبِّه بانه جاد بابنه يسوع ليُعطينا الحياة؛ ويُعلق القديس يوحنا الذهبي الفم "جادَ بِابنِه الوَحيد، وليس بخادمٍ، ولا بملاكٍ ولا برئيس ملائكة. لا يُظهر أحد اهتمامًا بابنه كما يظهر الله نحو عبيده". يسوع المسيح هو عطية الله "فالشُّكرُ للهِ على عطائِه الَّذي لا يُوصَف" (2 قورنتس 9: 15) والحياة هي أكبر ثروة يستطيع ان يمتلكها المرء. فدفع الله الثمن حياة ابنه، وقبل يسوع عنا عقابنا ودفع ثمن خطايانا، وقدَّم لنا الحياة الابدية. وقد تكون محرقة إبراهيم هي التي أوحت بهذا الكلام حيث قال الله له" خُذِ اَبنَكَ وَحيدَكَ الَّذي تُحِبُّه، إِسحق، وآمضِ إِلى أَرضِ المورِيِّا وأَصعِدْه هُناكَ مُحرَقَةً على أَحَدِ الجِبالِ الَّذي أريكَ " (التكوين 22: 2)؛ حبا لنا قد حقَّق الله تضحية بابنه التي طُلبت سابقا من إبراهيم ابي المؤمنين. فما لم يقبله الله لإبراهيم، قبله لنفسه مِن أجل أن يحيا العالم. ويتساءل الاسقف ثيودورس المصّيصي "كيف "أنّ الله جاد بابنه الوحيد"؟ من الأكيد أنّ الله لا يمكن أن يتألّم. لكنّ إنسانيّة المسيح وألوهيّته، بفضل اتّحادهما، تشكّلان كيانًا واحدًا. سمى المسيح نفسه في هذه الآية: "ابن الله" كما سمَّى نفسه سابقا"ابنُ الإِنسان " (يوحنا 3: 14). لذلك، على الرغم من أنّ الإنسان وحده هو الذي يتألّم، فإنّ كلّ ما يمس إنسانيّته يُنسَبُ أيضًا إلى ألوهيّته". اجل يسوع المسيح تجسّد وأصبح مثلنا شبيهاً بنا في كل شيء ما عدا الخطيئة. ويعلق المجمع الفاتيكاني الثاني "بتجسُّدِهِ اتَّحَدَ ابن الله نوعاً ما بكلِّ إنسان. لقد اشتغل بيدي إنسانٍ وفكر كما يُفكر الإنسان وعمل بإرادة إنسانٍ وأحبَّ بقلبِ الإنسان. لقد وُلِدَ من العذراء مريم وصار حقاً واحداً منا شبيهاً بنا في كلِّ شيء ما عدا الخطيئة (دستور رعائي، الكنيسة في عالم اليوم، 22). ظهر لبذل الله من اجلنا في اعلى المستوى على الصليب. بذل يسوع حياته عنا على الصليب وبهذا البذل عبَّر عن حبه الابدي لنا. وحب الله لنا يُعلمنا بان نحبَّ وان نبذل نفوسنا في سبيل الآخرين. |
|