رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
فلنقدس هذا البيت للرب
فيا إخوتي في الهيكل المنظور أمامنا في الكنيسة توجد فيه صور أيقونات الرسل والأنبياء التي تجعلنا نركز على أنفسنا لنعلم يقيناً أننا مع القديسين في الجسد الواحد الذي هم معنا هياكل مقدسة، حينما نتحد معهم ونلتحم بهم في الجسد الواحد، فإننا نكون مثل الحجر الموضوع فوق حجر ليكون مبنى عظيم جداً، والأيقونات التي نجدها في داخل الكنيسة كلها هي أيقونات لسير مكرسة وهبت حياتها لله، وهذا ما ينبغي أن يكون في ذاكرتنا لأن القديسين معنا يشجعونا بسيرتهم المكتوبة في السماويات جهاد إيمان عامل بالمحبة، تُركت لنا لا لكي نفتخر لها أو نفرح أن لنا في الكنيسة قديسين لهم سير أرضت الله حسب النعمة العاملة فيهم وان لهم معجزات بقوة الله، فمن يفتخر بهذا فقد خسر نفسه ونسي من هو، لأنه لا ينبغي أن نفخر بهذا أو نفرح، بل أن نُطابق سيرتنا مع سيرتهم ونسعى بتوبة القلب والإيمان الحي أن نتشبه ونتمثل بإيمانهم لا بمعجزاتهم التي نفتخر بها وكأننا لا نعرف الله: [ اذكروا مرشديكم الذين كلموكم بكلمة الله، أنظروا إلى نهاية سيرتهم فتمثلوا بإيمانهم ] (عبرانيين 13: 7)... وأن كنا هياكل لله ينبغي أن نسعى لكي نتزين بكل زينة تخص بهاء مجد الله الحي لكي يحضر فينا ويرتاح داخلنا، وهذه الزينة هي زينة خاصة لا تخص ما في هذا العالم ولا حركات الجسد حتى لو كانت شكلها شكل العبادة الحلوة، لأن الزينة الحقيقية هي ثمر الروح:
فيا إخوتي علينا أن نحترس من عضات الحية المُميته للنفس، ولا نجعل بيت الله مغارة لصوص، بل نحفظ قلبنا بتمسكنا بالله الحي، مقدمين توبة لأقل هفوة، لأنه مكتوب: [ فوق كل تحفظ أحفظ قلبك لأن منه مخارج الحياة ] (أمثال 4: 23)، [ أختي العروس جنة مغلقة عين مقفلة ينبوع مختوم ] (نشيد 4: 12)، ولا ينبغي أن ننسى ما قاله الرسول: [ فلستم إذاً بعد غرباء ونُزلاء، بل رعية مع القديسين وأهل بيت الله ] (أفسس 2: 19). فيا رعية الله المحبوبة في المسيح يسوع، أحفظوا جنتكم مغلقة وعيون ماء الحياة في داخلكم مقفلة، وقلبكم الذي ينبع فيه الحياة الإلهية، مختوم بدم الحمل، لا يطرح كنزه في أرض العالم وأمام الجهلاء بمجد الله الواحد، وينظر لحياته القديمة فيعود للوراء وينسى نفسه وحياته فيضمُر روحياً وتشمت فيه أرواح الشرّ، وتسكن هيكله المقدس، فيخرب البيت وينهار بالتمام وينطفأ روح الحياة ويجف النبع الداخلي لأنه انفتح على غرباء ليخربوه بالتمام، فلنتب أن كنا قد أفسدنا الهيكل قبل أن يأتي الوقت ويقال فينا: [ سيسقطون من بعد، سقوطاً مهيناً، ويكونون عاراً بين الأموات مدى الدهور، فأنه يحطمهم وهم مبلسون مطرقون، ويقتلعهم من الأُسس ويتم خرابهم، فيكونون في العذاب وذكرهم يهلك ] (الحكمة 4: 19)...
|
|