القديس مار أنطونيوس
كانت هذه التـَّجارب إلاَّ لتزيد نفس انطونيوس نقاوة وبهاءً، طهارة وبؤسًا.
ولمَّا رأى المجرِّب أنـَّه لم يظفر بأنطونيوس عن طريق
الأفكار الدَّنسة والأشباح السَّمجة المخُيفة،
عاد يحاربه برذيلة الكبرياء قائلاً:
"لقد أغوَيتُ كثيرين من الـنـَّاس ومن الشَّباب والشَّابَّات،
أمَّا أنتَ فظفرتَ بي على مثال القدِّيسين الذين غلبوني".
فلمَّا سمع أنطونيوس هذا الكلام المغري،
إنتبه للخديعة فشكر الله وقال للشَّيطان:
"لستُ أنا الذي ظفرتُ بك، بل نعمة الله السَّاكنة فيَّ".
"الرَّبّ نصيري ومصيري، فما أحراني بازدراء أعدائي".
فما إن تلا أنطونيوس هذه الآية من المزامير حتى توارى الشَّبح الأسود الخبيث يتعثـّر بأذياله.
فازداد أنطونيوس فرحًا وقوَّة وشجاعة،
محقـِّقـًا بذلك آية الرَّسول بولس:
"إنَّ الذين يحبُّون الله تؤول جميع الأشياء إلى خيرهم".
( رومية 8/ 28)