![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
![]() "لا تظنوا إني أشكوكم إلى الآب، يوجد الذي يشكوكم، وهو موسى الذي عليه رجاؤكم". اتهموه بكسر السبت، وقد أثبت لهم أن بعمله هذا يقدس السبت لأنه يعمل حسب مسرة الآب. الآن وقد ظهر بطلان اتهامهم، فإنه لم يقم بدوره باتهامهم ككاسري الناموس كله، فإنه ليس بمحتاج إلى ذلك، ولا جاء لهذا الغرض. إنه لم يتجسد ليدين الناس بل ليخلصهم. إنه يترك موسى نفسه الذي يثقون فيه، هو نفسه يتهمهم ويدينهم. "لأنكم لو كنتم تصدقون موسى لكنتم تصدقونني، لأنه هو كتب عني". جاءت أسفار موسى الخمسة مشحونة بالرموز والنبوات التي تشهد لشخص السيد المسيح وميلاده وخدمته وصلبه وقيامته كمخلص للعالم. فمن يصدق موسى يصدق السيد المسيح نفسه، لأن فيه تمت النبوات. "فإن كنتم لستم تصدقون كتب ذاك فكيف تصدقون كلامي؟" إن كانوا لا يفتحون قلوبهم للنبوات ويدركون أعماق الناموس بل يتمسكون بالحرف بطريقة جافة، فكيف يمكنهم أن يتمتعوا بشخص السيد المسيح عصب الكتاب ومركزه؟ لديهم الحقل لكنهم لا يبحثون عن الكنز المخفي فيه. يقول القديس بولس أنه لا يزال البرقع موضوعًا على قلوبهم إلى اليوم حين يُقرأ موسى (2 كو 3: 15)، فلا يدركون غاية الكلمة الإلهية. خُتم حديث السيد المسيح بصمت كامل من جهة المقاومين، إذ لم يكن لديهم ما يجيبون عليه. ويبدو أن كل ما قد فعلوه أنهم رفعوا الاتهام عنه في صمت، أما قلوبهم فازدادت تحجرًا، تترقب فرصة أخرى ليمسكوه بها. |
|