رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
خطيئة الشك يقع فيها الكثير من الناس بل ربما تحارب جميع الناس، فلا يوجد إنسان لم يحارب بالشك طوال حياته. أنواع كثيرة من الشك: هناك أنواع متعددة من الشك، فهذا الشك قد يكون شك في الله، أو شك في الإيمان، أو شك في العقيدة، أو شك في الأصدقاء والمعارف، أو شك بين الزوج والزوجة، أو شك في النفس. أنواع كثيرة من الشك. الشك جحيم للفكر والقلب: فعندما يدخل الشك داخل الإنسان يُتعِب تفكيره. ومن السهل جداً دخول الشك داخل النفس ولكن من الصعب أن يخرج. والشك يسبب للإنسان نوع من القلق، ومن الاضطراب والتردد وفقدان السلام الداخلي، والشك يجعل الإنسان في حالة من عدم الاستقرار ومداومة التفكير في دائرة مغلقة، وفي جو من عدم الثقة والحيرة، ويتعبه الشك. وإذا استمر الشك معه قد يصبح مرضاً نفسياً. أنواع من الشك: الشك في الله قد يكون من ناحية وجوده: طبعاً الذين يشكون في وجود الله يكونون مجموعة بعيدة جداً عن الله، وقد يكون سبب هذا الشك معاشرة الجو الإلحادي كما حدث في روسيا في السبعين سنة الشيوعية. والذي يشك في وجود الله يتساءل من أين أتى الله؟ ومن أين بدأ؟ ومن قال أنه الخالق؟ وإذا سألته ألم تفكر من أين أتت كل هذه الطبيعة؟ لا يستطيع إجابتك. الطبيعة التي أمامنا من جبال وأنهار وبحار وسماء وغيره. لا يمكن أن تُوجِد إنسان حياً إطلاقا. بل لا تستطيع أن تُوجِد مجرد خلية حية. مجرد وجود نملة تدب على الأرض إثبات لوجود الله لأن فيها حياة. هل الطبيعة الجامدة يمكن أن تُوجِد حياه؟! مستحيل. كذلك نظام الكون يدل على وجود الله. فمن الممكن وأنت سائر تجد بعض الحجارة فتقول الصدفة أوجدت هذه الحجارة في هذا المكان. ولكن إذا وجدت هذه الحجارة مرصوصة بطريقة معينة تكون منها بيت مثلاً، فتقول لا بد أن هناك مهندس كون هذا البيت. لذلك العلماء الذين وجدوا نظام الفلك والطبيعة والسماء والنظام بين الأرض والشمس والقمر والكواكب والنجوم مثل أفلاطون الفيلسوف العظيم لقب الله أنه المهندس العظيم الذي استطاع أن يكون هذا الكون. فهو عرف الله من وجود الحياة ومن وجود النظام. الشك في الله قد يكون من ناحية عنايته وحفظه: من الممكن أن الذي يشك لا يشك في وجود الله، ولكن ربما يأتي عليه وقت يشك في عناية الله، يشك في حفظ الله، يشك في تدخل الله في حياته. يشك في فائدة الصلاة: يقول: صلينا مرات كثيرة ولا فائدة، فيدخله الشك في فائدة الصلاة. قد يكون ذلك ناتج عن تأخر الله في الاستجابة. وهناك أمثلة على ذلك في الكتاب المقدس مثل إبراهيم أب الآباء. إبراهيم أب الآباء: أبونا إبراهيم أب الآباء، الله وعده أن يعطيه نسل، ومر العديد من السنين (15 أو 20 سنة) ولم يأتي نسل. فماذا فعل إبراهيم؟ عندما تأخر الله في الاستجابة، تزوج إبراهيم من هاجر لتأتي له بنسل. هل شك أن الله سيعطيه نسل؟! وحتى بعد أن أعطاه إسحق، ولكن كانت كلمة الله له "نسلك سيكون كنجوم السماء"، "وَأُكَثِّرُ نَسْلَكَ تَكْثِيرًا كَنُجُومِ السَّمَاءِ"، "وَأُكَثِّرُ نَسْلَكَ كَنُجُومِ السَّمَاءِ"، "أُكَثِّرُ نَسْلَكُمْ كَنُجُومِ السَّمَاءِ" (سفر التكوين 22: 17؛ 26: 4؛ سفر الخروج 32: 13) وهو لم ينجب سوى ولدين فتزوج قطورة لعلها تأتي له بهذا النسل. وقطورة أنجبت له أولاد كثيرين كل هذا لأنه شك في الله نتيجة تأخر الاستجابة. والكثير من الناس عندما تتأخر الاستجابة، يبدأ يشك. يشك في محبة الله، ويشك في رعاية ربنا، ويشك في أن الله معه ويشك في أن الله يتدخل. كل هذا ليس له دخل بموضوع وجود الله. الشك في العقيدة والإيمان: قد يأتي الإنسان الشك في نواحي معينة من العقيدة والإيمان نتيجة اتصاله بطوائف أخرى، والإلحاح عليه من جهتهم بالكلام والأفكار الجديدة التي لم تكن عنده، في حين أنه ليس لديه قاعدة راسخة مما يجعله يتأثر بغيره ويدخله الشك في بعض العقائد بسهولة. شهود يهوه والسبتيين: شهود يهوه والسبتيين يأتون للناس بآيات ويشككوهم في عقيدتهم الأصلية بهذه الآيات. أتذكر أن علاقتي بشهود يهوه بدأت سنة 1953 قبل رهبنتي. حيث كنت رئيس مجلس إدارة بيت مدارس الأحد في روض الفرج. ففي مرة وجدت بعض الشباب يقفون معاً يهرجون، فسألتهم ألا يوجد عندكم فصل؟ فقالوا لي: مدرسنا دكتور/ سعد ثكلا سافر إلى إنجلترا. فقلت لهم: إذن تعالوا نجلس معاً. فجلست معهم، وسألتهم: هل جميعكم طلبة في هذا الفصل؟ فقالوا نعم لكن لنا زميل تلميذ في كلية العلوم أخذوه شهود يهوه. كنت لم أسمع عنهم في ذلك الحين. فجاء في تفكيري أن كلمة "يهوه" هي اسم الله في العهد القديم، فمن الممكن أن هؤلاء الناس لا يؤمنوا بالمسيحية ولا بالثالوث أو شيء من هذا القبيل. فقمت بتحضير بعض الآيات التي أستطيع الرد بها عليهم في هذا الموضوع وذهبت حيث كان هذا الولد مجتمع مع أسرته وأقاربه وجيرانه وكانت الحجرة التي استقبلوني بها مليئة بالناس. (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات والكتب الأخرى). وعندما بدأت الحديث معهم ذكروا لي آيات وآيات فعندما أكلمهم على لاهوت المسيح. يقولون: وماذا يعني لاهوت المسيح؟ إذا كان الكتاب يقول في مزمور 82 في أوله "اَللهُ قَائِمٌ فِي مَجْمَعِ اللهِ. فِي وَسْطِ الآلِهَةِ" (سفر المزامير 82: 1) ثم في آية 6 يقول المزمور "ألم أقل أنكم أبناء الآلهة وبني العلي يدعون"، ونص الآية هو: "أَنَا قُلْتُ: إِنَّكُمْ آلِهَةٌ وَبَنُو الْعَلِيِّ كُلُّكُمْ"، إذن هناك أناس يدعون آلهة وهم في الواقع ليسوا آلهة. (هذا على حد قولهم) فقلت لهم: بل المزمور يقول: "ألم أقل أنكم آلهة وبني العلي تدعون" والآية التالية آية 7 تقول: "ولكنكم مثل البشر تموتون وكأحد الرؤساء تسقطون"، ونص الآية هو: "لكِنْ مِثْلَ النَّاسِ تَمُوتُونَ وَكَأَحَدِ الرُّؤَسَاءِ تَسْقُطُونَ". فهناك فرق فالمزمور يتكلم عن الذين يموتون ويسقطون وهؤلاء ليسوا بآلهة. وظللنا في مناقشات عرفت منها كيف أنهم يضيعون الأولاد بالآيات. والذي يجلس معهم لا بد أن يكون على علم بالكتاب المقدس ويعرف كيف يرد على الآية بآية ويشرح تفسير الآية بآية. وكان نتيجة ذلك أني نشرت تقريباً حوالي 12 مقال عن شهود يهوه قبل رهبنتي. شهود يهوه يحتاجون لمن يرد عليهم وخصوصاً أنهم لهم ترجمة للكتاب غير الترجمة التي بين أيدينا ويغيرون أشياء كثيرة. فلا يصح أن الشخص يجلس مع من هم أكثر منه معرفة من طوائف أخرى وإلا تأتيه الشكوك. لأنه يسمع كلامهم ولا يستطيع الرد عليهم. أحياناً يشككوا الناس في شفاعة القديسين، وفي التناول، وفي الأبدية فمن الأفضل البعد عن هذه الطوائف. وكما يقول المثل "الباب الذي يأتيك منه الريح سده وأستريح" (الباب اللي يجيلك منه الريح، سده واستريح). لا تذهب إلى مكان يأتيك منه الشكوك. الشك في الصداقة: أحياناً يأتي الشك في الصداقة. قد يشك الإنسان في كلام صديقه وهل هو صادق أم لا. ويشك في محبة صديقه. هل هي محبة حقيقية أم مجرد كلام؟! ويشك في إخلاص صديقة. كل هذا له أسباب وله ماضي. وكلما تتكرر هذه الأسباب كلما يزداد الشك مرة أخرى. وعلاج هذه المشكلة الطبيعي هو المواجهة والصراحة. وفي غياب المواجهة والصراحة تزيد الشكوك. الشائعات تثير الشكوك: فقد تجلس سيدة إلى أخرى وتقول لها ألا تدري ماذا تقول عنك صديقتك؟ لقد سمعتها بنفسي تقول عنك كذا وكذا. فتصدق هذا الكلام ويدخلها الشك في صديقتها. وكما قال الشاعر أحمد شوقي أمير الشعراء: قد صادفوا أذناً صغواء لينة فأسمعوها الذي لم يسمعوا أحداً أذن صغواء ولينة أي تحب تسمع. فاحترسوا من الشائعات. واحترسوا من كثرة الكلام (الودودة أو الزن في الأذن). ولا تصدقوا كل ما يقال. من ضمن الشائعات أن يقولوا على بلد بأكملها أنها موصوفة بالبخل. أو بالبرود. وقد يكون ذلك ناتج عن شخص له هذه الصفة فتسبب في وصف البلد كلها بنفس صفته. أحياناً سقطة فرد في أسرة تضيع الأسرة كلها. يكفي أن تنحرف بنت في أسرة، فلا تتزوج أختها بسبب سقطة هذه الأخت التي انحرفت. وتسبب أضرار للعائلة كلها بسبب سقطتها. فخطيئة فرد في الأسرة تثير الشكوك في الأسرة كلها. الشك في القيم والمبادئ: أحياناً يساور الشك الناس في القيم والمبادئ والفضائل. فتجد أحدهم يقول: ما فائدة الصلاة؟ كثيراً ما صلينا ولم نجد فائدة؟ أو يقول ما فائدة الصوم؟ هل الله يريدنا أن نعذب أجسادنا؟ إذن لماذا خلق الجسد؟ ولا يعرف روحانية الصوم فيشك في الصوم. أو يشك في التواضع كفضيلة. فيقول: ما لزوم التواضع؟ كل الذين تواضعوا تعبوا وفقدوا كرامتهم. أو يشك في الوداعة والهدوء. فيقول: كل من تبع الوداعة والهدوء والطيبة ضاعوا. أو يشك في كل الأعمال. كما في بعض الطوائف. فيقول: ما فائدة الأعمال؟ يكفي الإيمان. والبعض يدخل في الشك فيما هو حرام وحلال؟ هل الموسيقى حرام؟ هل السينما حرام؟ هل المسرح حرام؟ أرباح البنوك حرام؟ أطفال الأنابيب حرام؟ وكلمة حرام وحلال تتعب العقل. الشك في النفس: الإنسان الذي يشك في نفسه وفي قدراته وإمكانياته. وفي كل شيء يقول لا أستطيع. يصل إلى ما يقال عنه صغر النفس. الطفل لأنه صغير ويعيش في وسط الكبار دائماً يشك لأنه لا يعرف ما هو الصواب وما هو الخطأ. لذلك دائماً يسأل والديه في تصرفاته. شجعوا أولادكم حتى لا يصابوا بصغر النفس: ومن عيوب التربية التي تضيع الأولاد وتجعلهم يشكون في أنفسهم هي انتقاد الآباء لهم في كل تصرف والقسوة عليهم وعقابهم (سواء بالضرب أو التوبيخ أو العقوبة) على كل تصرف خاطئ. فيبدأ الطفل يشك في نفسه، وينشأ في داخله الشعور بأنه لا يعرف شيئاً وكل ما يفعله خطأ ويفقد الثقة بنفسه. لذلك يجب تشجيع الأولاد والحنو عليهم ومدحهم. ولا نقول أن ذلك سيؤدي إلى إصابتهم بالغرور، لأن المديح قد يضر الكبار، ولكنه يفيد الأطفال ويعطيهم الثقة في أنفسهم وهم محتاجين إلى هذه الثقة عن طريق التشجيع باستمرار. وهناك أسباب كثيرة للشعور بالشك منها: إنسان شكاك بطبيعته: بعض الناس يأتيهم الشك لأن طبيعته هكذا "شكاك"، طبيعته "متردد"، و لا يستطيع البت في الأمور، وضيق الأفق. البساطة الزائدة قد تؤدي للشك: أو يكون الشخص بسيط جداً فيقبل كل ما يقال إليه ويصدقه دون تمييز. وفي قبوله كل ما يقال إليه، يقبل حتى الشكوك التي تُنقل إليه تجاه الأشخاص أو الأشياء دون تمييز فيدخله الشك بسهولة لأنه يقبل أي كلام يقال له. فتضيعه بساطته. وأحياناً العكس بساطة الإنسان تجعله لا يشك. العمق قد يؤدي للشك: وقد يكون الإنسان عميق لا يقبل أي كلام أو أفكار تقال له بسهولة بل يفحصها ويعقلها فلا يشك بسهولة. وأحياناً العكس عمق تفكيره يدفعه إلى التفكير في أمور أعمق من تفكيره فيأتيه الشك. أوريجانوس: مثل أوريجانوس الذي ظل يبحث في أمور فلسفية فوق عقله وتفكيره فَضَلَّلَته وأخطأ. الشك بسبب التأثر بالآخرين: تأثير الآخرين أيضاً يسبب شكوك، ومن أبرز الأمثلة في الكتاب المقدس على ذلك، مريم المجدلية. حيث ذهبت هي ومريم الأخرى لقبر السيد المسيح في الفجر ورأت السيد المسيح وأمسكت به وقبلت قدماه. ثم بعد ذلك وجدت الناس يقولون عن السيد المسيح أنه لم يقم بل سرق جسده. فبدأت ترتبك ويرتبك تفكيرها، نتيجة كلام الناس من حولها. ومما يسبب الشك أيضاً السبب الواحد: ماذا يعني السبب الواحد؟ من أمثلة الذين يأخذون بالسبب الواحد الأم التي تتأخر ابنتها خارج المنزل، فتُصاب بحالة من القلق والذعر ولا يأتي في ذهنها من أسباب التأخير إلا الأفكار المزعجة كوقوع حادث لها أو اختطافها أو.. أو.. ولا تفكر إلا في أسوأ الأسباب. بينما قد تكون البنت ذهبت لإحدى صديقاتها وتأخرت عندها أو أي ظروف أخرتها بخلاف هذه الأسباب المزعجة. الشك قد يأتي من الوهم: بعض الناس تأتيهم الشكوك من الوهم. مثل الذين يتشاءمون من رقم "13" فرقم 13 يسبب لهم شكوك. (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات والكتب الأخرى). فإذا جاء رقم 13 في التاريخ القبطي أو التاريخ العربي أو التاريخ الأفرنجي يقولون "ربنا يستر في هذا اليوم"، "نجنا يا رب من الغضب الآتي". وهذا يحدث كثيراً في أمريكا لدرجة أنه في "الأسانسير" لا تجد رقم "13"، بل رقم "12" بعده "14". أدوار الفنادق الدور الثاني عشر وبعده الدور الرابع عشر. يتشاءمون من الدور "13" فلا يحسبوه في العدد. وذلك بالرغم من أنهم أهل علم وفكر ولكن عندهم وهم. الخوف يسبب الشك: مثال ذلك الأطفال الذين يخافون ولا يحبون الظلام حيث يتخيلون أشياء غريبة في الظلام نتيجة خوفهم. فالخوف أيضاً يسبب الشك. وكلما تخاف أكثر يزداد الشك عندك وكذلك كلما تشك أكثر يزداد الخوف عندك. ويسير الشك والخوف معاً كسبب ونتيجة. بطرس الرسول: عندما خاف بطرس الرسول شك في حماية الله له، لذلك قال له الرب: "يَا قَلِيلَ الإِيمَانِ، لِمَاذَا شَكَكْتَ؟" (إنجيل متى 14: 31)، فالخوف من الموت سبب له الشك وقلة الإيمان. أرجو أن تعيشوا جميعاً في اطمئنان ولا تشكوا أبداً أبداً. |
24 - 08 - 2016, 11:17 AM | رقم المشاركة : ( 2 ) | ||||
..::| VIP |::..
|
رد: عظة الأربعاء 14 يوليو2010 بالكاتدرائية الكبرى بالعباسية: الشك
العظة مفيدة جداً
ربنا يبارك خدمتك |
||||
|