رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
البابا شنودة والشيخ الشعراوى .... في عام 1994 كان هناك حدث اثار ضجة كبيرة وقتها وتكلمت عنه كل وسائل الإعلام وقتها وهو زيارة الشيخ الشعراوي لقداسة البابا شنودة الثالث في الكاتدرائية المرقسية ليقدم له الشكر والعرفان لما فعله من خلال أبناءه إثناء مرضه وتواجده في انجلترا ! قام الشيخ الشعراوي بزيارة قداسة البابا شنودة الثالث الشيخ الشعراوي الذي كان قد اعتاد الهجوم على الإيمان المسيحي على مدار سنوات في برنامجه الذي كان يذاع كل جمعة على التليفزيون المصري وكان ذلك في فترة الثمانينات والتسعينات وكان ذلك يسبب ألما للأقباط ان تهاجم عقائدهم على تليفزيون الدولة الرسمي الي أن حدث ومرض الشيخ الشعراوي وسافر إلي انجلترا للعلاج فما كان من البابا شنودة ان أرسل إليه وفدا من أساقفة وإباء كهنة ليزوره في المستشفى ويقدموه له هدية باقة زهور وعلبة شيكولاته والاطمئنان على حالته الصحية , كما انه قام أيضا بالسؤال عليه عند رجوعه إلي مصر , كان هذا الموقف كفيل ان يغير موقف الشيخ الشعراوي تماما وشعر بالامتنان والشكر ناحية قداسة البابا والكنيسة القبطية . وقد قال الشيخ الشعراوي للبابا شنودة عن ما فعله : لقد طوق أبناؤك عنقي بمحبة كبيرة ! وقد قال الشيخ الشعراوي في هذه اللقاء عن جلوسه مع قداسة البابا شنودة : ( أنا بعتبر من منح الله لى في محنتي. أنه جعلني أجلس مع قداسة البابا شنودة. وتوقف بعدها الشيخ الشعراوي عن التحدث في أي امور تخص الايمان المسيحي بل واعتذر عن ما قاله سابقا ! ) وبعد هذا اللقاء أصبح هناك علاقة وصلت للصداقة بين البابا شنودة والشيخ الشعراوي وتعدد اللقاءات بينهم وقد قام البابا شنودة بزيارة الشيخ الشعراوي في المستشفى للاطمئنان على حالته الصحية وذلك عام 1994 كما كان هناك لقاء جمعهم في جنازة إبراهيم باشا فرج سكرتير حزب الوفد قام البابا بإلقاء العظة وقال خلالها ابيات من قصيدة " تائه في غربة " وقد تأثر بها كثيرا الشيخ الشعراوي الذي كان حاضرا الجنازة وفي لقاء جمعه معا طلب من البابا إهداءه الكتاب الذي يحتوي على هذه القصيدة وكان كتاب انطلاق الروح وعندما قال له البابا شنودة : أخشى ان تكون به أشياء لا تناسبكم فكان رد الشيخ الشعراوي : " لا ما يهمكش " بل وطلب من قداسة البابا ان يكتب له إهداء على الكتاب بخط يديه ! ايضا جمعهم لقاء اخر إثناء زيارة الرئيس السابق مبارك بعد محاولة اغتياله عام 1996 ووقتها قال الشيخ الشعراوي للبابا شنودة لقد قرأت كل ما كتبته من الشعر فما هي اخر قصيدة كتبتها فرد البابا شنوده عليه مازحا : " اخر قصيدة لم اكتبها بعد " لعل فضيلتك تقصد احدث قصيدة كتبتها ! وقد تلى عليه البابا أبيات من قصيدة حديثة كان قد قام بكتابتها ! وقد كان اخر لقاء يجمع بينهم قبل وفاة الشيخ الشعراوي كان في جنازة الشيخ جاد الحق علي جاد الحق وكان واضح الحفاوة التي قابل بها الشيخ الشعراوي قداسة البابا وسلامه عليه ! وقد رثا البابا شنودة الشيخ الشعراوي بعد وفاته وقال : بأن الأمة العربية فقدت صديقا غاليا وعالما كبيرا قلما يجود الزمان بمثله عنه وهكذا ترك لنا قداسة البابا شنودة درس عملي للمحبة العملية وليست المحبة بالكلام فقط وبعمل محبة بسيط صنعه البابا شنودة كان أقوى درس وأعظم عظة عن المحبة المسيحية الحقيقية القادرة على تغيير القلوب والعقول ! وقام بوضع صورة كبيرة للشيخ الشعراوي ومن تحتها شموع في المقر البابوي فلو كان تم القاء ألاف العظات وكتابة الالف الكتب ما كان يمكن لها ان تغير موقف وفكر الشيخ الشعراوي بهذا الشكل الذي تغير فقط بعمل محبة صادق ومن القلب . وجعله يذهب إلي الكاتدرائية ويقابل البابا شنودة بنفسه ! حقا المحبة أقوى من الموت والمحبة تتأنى وترفق والمحبة لا تسقط ابداً رحم الله الشيخ الشعراوي وينيح روح أبينا البابا شنودة الذي كان يعلم ليس بالقول فقط ولكن بالعمل أيضا قدم لنا المحبة والتسامح والاحتمال من أجل أبناءه بمواقف حياتيه عايشناها ورأيناها وتعلمنا منه الكثير ومازلنا ! حقا كان معلم حقيقي حياته وأعماله تشهد له واستطاع ان يكون معلم حقيقي ونفذ بصدق الاية التي تقول لِكَيْ يَرَوْا أَعْمَالَكُمُ الْحَسَنَةَ، وَيُمَجِّدُوا أَبَاكُمُ الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ. مت 16:5 المحبة المسيحية ليست كلام في عظات ولا عبارات تكتب ولكنها حياة معاشة فمسيحيتنا روح وحياة ! |
|