رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
* شهر آذار مخصص للصلاة أكراماً للقديس يوسف (باقة أزهار لمار يوسف البار )اليوم السادس عشر * ( تأمل في طاعة مار يوسف لأوامر الله ) ان القديس يوسف مارس كل الفضائل بدرجة سامية فيليق بالمتعبدين له أن يتأملوا في بعض منها مدة هذا الشهر المبارك .فلنتأمل الآن في الفضيلة التي مارسها طول حياته فقادته في الطريق الامين .وهي فضيلة الطاعة المطلقة لأوامر الله. فقد نال من الله السلطان على يسوع وعلى والدته .لكنه لم يسير إلا طبقا لأوامر الله و ارشاداته الالهية .فأن الأوامر التي كان يتناولها من العلي لم تكن صريحة وعلنية بل خفية في الحلم وفي اثناء النوم . ومع ذلك كان لها ذلك السامع المطيع ولم يكن يشك فيها . ولم يكن ينتظر وحياً صريحا بل كان يعتقد ما يراه آتيا من الله ،فيخضع له وبكل سرعة دون شك ولا أعتراض. ففي المحنة التي انتابته قبل معرفة سر التجسد ،أي وقتما عزم على تخلية العذراء سراً و بينما كان عازما على إجراء قصده المكين :أكتفى بالكلمات التي سمعها في الحلم وهي : يايوسف بن داود لاتخف أن تأخذ مريم خطيبتك فأن المولود منها هو من روح القدس وأنت ستسميه يسوع .لدى هذا النبأ آمن يوسف وسجد واطاع وعدل عن عزمه . بعد ايام خرج أمر من أغسطس قيصر بأن يكتتب جميع اهل مملكته . فيوسف أيضا أستعد للسفر إلى بيت لحم لانه كان من بيت داود ومن عشيرته ليكتتب هناك مع مريم ..و مشاق السفر من الناصرة الى بيت لحم سيما في قلب الشتاء وهناك صار يفتش على ملجأ اليه مع خطيبته المزمعة ان تلد . واذ أوصدت الابواب بوجهه ولم يلاقِ سوى الجفاء حتى من عشيرته ،اضطر الى الالتجاء الى مغارة وهناك وجد مذودا حقيرا لأبن الله مخلص العالم ولكن هل تشكى يوسف !كلا بل سجدَ لأحكام الله وصبر على كل الشدائد صامتا.. وجهو ذا ملاك الرب يظهر له ثانية في الحلم قائلا له : قم وخذ الصبي وامه واهرب الى مصر وامكث هناك الى اشعار ثانٍ .هل اعترض يوسف على الملاك او سأله ما هو سبب هذا السفر البعيد ؟ كلا ! بل قام للحال واخذ يسوع ومريم وسار على المنفى . يالعمق أحكام الله لولا سرعة يوسف في امتثال اوامر السماء لذهب يسوع فريسة حسد هيرودس ولخسرَ الجنس البشري مخلصه . الفخر ليوسف إذ بطاعته العجيبة خلص مخلص العالم والشكر له على احسانه هذا العظيم .عند انتهاء ذلك المنفى الشديد الوطأة ، ظهر الملاك ثانية في الحلم ليوسف وأمره بالرجوع الى ارض اسرائيل ، قام يوسف في الحال كعادته و أخذ الصبي وامه وعاد الى ارض اسرائيل .ولكن الى اي مدينة يدخل ؟ لا يعلم .فعند وصوله حدود اليهودية وقف حائرا وخائفا .ففطنته دلته على التريث وانتظار اوامر السماء .فأعلمه في الحلم ان يذهب الى الناصرة فكان كذلك . .فلنتعلم منه هذه الفضيلة السامية والضرورية لكل مسيحي ولنسأله ان يطلعنا على قيمتها العظمى عند الله وعند الناس وأن يعيننا على اكتسابها . ............ خبر ............. ان جميع القديسين أحبوا طفولة يسوع وتأملوا في أسرارها. يُحكى عن راهب متعبد للعذراء ولمار يوسف انه اعطى يوما شابة من بنات العالم صورة الطفل يسوع راقداً على التبن وبيده صليب صغير.فقالت الشابة للراهب ما تريد ان اصنع بهذه الصورة أما تعلم اني لا أعتقد بالصور ؟ فأجابها الراهب :ضعي هذه الصورة امامكِ .فأمتثلت الشابة امر الراهب وبعد بضعة ايام أثٌر فيها منظر الطفل البهي وأنارَ عقلها فعرفت انها ليست سالكة سلوكاً مسيحياً . فعادت الى الراهب وأخبرته بالقلق الذي تشعر به في باطنها . فأجابها الراهب ان يسوع الطفل يريد ان تعودي اليه ثانية .فبصليبه الصغير يقرع باب قلبكِ ولن يترك لكِ راحة حتى ترجعي اليه .ثم أشار اليها ان تلتجئ الى مار يوسف مربي يسوع لكي يدلها على الطريق و على الوسائط.فأخذت الشابة بمشورة الراهب و ندبت مار يوسف بحرارة وايمان فنال لها نعمة التوبة . فتركت العالم وترهبت في احد الاديار حيث قضت حياتها بالاعمال الصالحة وماتت ميتة القديسين . ....... إكرام ......... أُقصد بأن تكون طائعاً لأهلك ولرؤسائك دون أعتراض و لاتذمر لا بالفكر و لا بالقول ولا بالفعل . ........ صلاة ........ يا مار يوسف شفيعي المحبوب أطلعني على فوائد فضيلة الطاعة المقدسة التي مارستها طول حياتك في أسمى درجة .لاتسمح بأن أبقى دائما عبد إرادتي التي تقودني الى الهلاك الابدي .فأني أقصد بمعونتك ان ابذل جهدي للحصول على هذه الفضيلة المقدسة التي لم ينزل ابن الله الى الارض إلا لكي يعلمنا ، حتى بذلك أنتصرُ على أعداء خلاصي و أفوُز بالسعادة الأبدية .. آمين . |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
علينا طاعة الله طاعة عمياء |
تأمل في الله الروح القدس والقديس يوسف |
طاعة الله أولى من طاعة الناس |
جميع الخلائق تخضع لأوامر الله والأنسان يتمرد دائماً |
درب جسدك على طاعة نفسك ودرب نفسك على طاعة الله |