رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
ديماس ومحبة العالم لأن ديماس قد تركني إذ أحب العالم الحاضر وذهب إلى تسالونيكي، وكريسكيس إلى غلاطية، وتيطس إلى دلماطية. ( 2تي 4: 10 ) نلاحظ أن العالم الذي أحبه ديماس هو «العالم الحاضر»، ومعنى ذلك أنه يوجد عالم آخر، وهو استنتاج يدفعنا إلى المقارنة بين الدهر الذي نعيشه والدهر الآتي. والفارق الجوهري بين بولس وديماس، أن ديماس عاش من أجل هذا العالم، وبولس من أجل ذاك. ولاحظ، كذلك، أن بولس يقول عن ديماس إنه: «أحب» هذا العالم الحاضر. وأرجو أن نتأمل في كلمة «أحب». وهل تفوتنا قوة أقوال الرسول يوحنا في رسالته الأولى2: 15- 17؟ ما هي محتويات العالم؟ «شهوة الجسد، وشهوة العيون، وتعظُّم المعيشة». وماذا تعنيه كلمة «شهوة»؟ هي الرغبة الجارفة، هي التكالب على الأشياء، إشباعًا للجسد، للعين، وحب المظاهر. الشهوة هي تثبيت القلب على هذه الأمور بحيث تصبح غرض الحياة. أ ليس هذا مَحكًا سهلاً لاختبار ماهية العالم؟ لأي غرض تعيش يا صديقي؟ للحاضر أم للمستقبل؟ خُذ مثلاً: لديك مبلغ من المال فائض عن ميزانيتك، تريد أن تستغله أحسن استغلال، أ تراك توجِّه هذا الفائض للاستثمار المادي، أم تستثمره في أمور سماوية مضمونة؟ هل تشتري به قطعة أرض، أم تقدمه ذبيحة مُسرّة لسيدك العزيز؟ إن ديماس قد أحس بوطأة الأمور المنظورة، فسعى إلى ما يُرى. وهو في ذلك عيّنة لكثيرين منا. ولنكن متواضعين بحيث نعترف بهذه الحقيقة، ذلك أننا نعيش حياة موزعة: مرة نكون رفقاء بولس، ومرارًا نذهب إلى تسالونيكي كديماس. لكن هل هذا هو الكل؟ أوَ نحن متروكون في وسط الأشياء المنظورة دون قوة للانتصار عليها؟ كلا. فكما أن الكلمة تشير إلى ما في تلك الأشياء من خطر، فإنها تقدم لنا سر النصرة عليها. ولنا في ذلك ثلاثة ملامح تُعيننا على النصرة. أما أولا:ً فلا ننسَ وضوح الخطوط الفاصلة. فالعالمية ليست في الأشياء، بل في حب الأشياء. ثانيًا: فليكن لنا الضمير المُدرَّب نحو الله. قد نتأثر برأي صديق أو آخر، لكن لنتجه بضمائرنا نحو الله. ما هو فكره تعالى؟ وأخيرًا: لا ينبغي أن يغيب عن بالنا أن السبيل إلى غَلبة العالم ليس في جهد نبذله من عندياتنا، بل في الإيمان «وهذه هي الغَلبة التي تغلب العالم: إيماننا» ( 1يو 5: 4 ). |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
هذا هو العالم الذي أحبه ديماس |
ديماس ومحبة العالم الفانية |
العالم الذي أحبه ديماس هو «العالم الحاضر» |
ديماس ومحبة العالم الغالبة |
ديماس قد تركنى اذ أحب العالم الحاضر |