هناك صلة بين المعمودية والتجربة: تلقّى يسوع بالمعمودية قوة الروح القدس وكرّس نفسه لطريق الصليب كي يموت لأجل خطايانا ويمنحنا فرصة لنيل الحياة الأبدية. أمَّا في التجربة فعرَّض الشيطان ليسوع طرقا لإنجاز خدمته دون أن يتعرّض للصليب. في المعمودية أكمل يسوع البِرَّ، وفي التجربة كان بِرُّه تحت الامتحان. ومنذ بداية رسالته العلنية جُرَّب يسوع في البرِّيَّة ليدلَّ ليس فقط على انه يحيا من كل كلمة تخرج من فم الله، بل أيضا على انه "الكلمة"(يوحنا 1: 1). وهنا تضامن يسوع تماما مع الوضع البشري، فقبل أن يجرِّبه إِبليس كما يجرّبِ كل إنسان. كانت تجارب يسوع تجارب حقيقية، لا رمزية فقط. كما جُرِّب شعب إسرائيل في البرِّيَّة (خروج 15-18)،). فقد واجه المُجرِّب كما نواجه كل واحد منا، واستعمل سلاحا يجب أن نستعمله: سلاح الروح الذي هو كلام الله (أفسس 6: 17). وإن ربط رواية التجربة بالمعمودية ليذكّرنا معنى الحياة المسيحية: مطلوب من كلِّ ابنٍ لله أن ينتصر على الشيطان.