عندما كتب الرسول بولس رسالته الثانية إلى كنيسة تسالونيكي، كان التسالونيكيون قد أظهروا تقدُّمًا روحيًا رائعًا، جعل الرسول ومَن معه يفتخرون بهم أمام كنائس الله (2تس1: 4)، لأنهم مملوؤون من الإيمان، وذلك على الرغم مما عانوه - بصبر وثقة في الرب - من اضطهادات وضيقات.
وطبعًا لم يكن الرسول يتكلَّم عن الآلام التي كثيرًا ما تكون كتأديب عن خطايا وتقصيرات، ولكنه كان يقصد التألم ظلمًا من أجل الإنجيل ومن أجل المسيح ومن أجل شهادته. وربما كان يقصد أيضًا نوعًا معيَّنًا من التدريب في حالة المؤمن، لا يمكن فصله عن امتحان الإيمان. لقد كان من الضروري للرسول بولس أن تلازمه شوكة، وملاك الشيطان يلطمه، لكي تظهر حياة المسيح وقوته فيه (2كو4: 11؛ 12: 7-10). وكان على بطرس - في شيخوخته - أن يمدّ يده، وآخر يُمنطقه (يربطه)، ويحمله إلى الموت، لكي يتمجد الله في موته (يو21: 18).