رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
اندهش يوسف ومريم حين وجدا الصبي يسوع في الهيكل جالسًا في وسط المعلمين الأكبر منه سنًا، واختلط في قلب أمه الألم والحيرة لفراقه، والسرور بلقائه. تكلَّمت بعواطف الأمومة وعبَّرت عن خشيتها عليه وأيضًا عذابهما وقالت له: «يَا بُنَيَّ، لِمَاذَا فَعَلْتَ بِنَا هكَذَا؟ هُوَذَا أَبُوكَ وَأَنَا كُنَّا نَطْلُبُكَ مُعَذَّبَيْنِ!». أعطت مريم كرامة لرجلها فذكرته قبل نفسها: «أبوك وأنا»، ولكنها نسيت أنها أمام ابن الله. كان رد الصبي يسوع لهما صاعقًا: «فَقَالَ لَهُمَا: “لِمَاذَا كُنْتُمَا تَطْلُبَانِنِي؟ أَلَمْ تَعْلَمَا أَنَّهُ يَنْبَغِي أَنْ أَكُونَ فِي مَا لأَبِي؟”». وهي أول عبارة يسجلها الوحي عنه في الكتاب المقدس، حيث نفى علاقته بيوسف كأبيه بحسب ظن الناس، وأعلن عن ارتباطه بابيه السماوي وأنه جاء ليفعل إرادته بسرور، وأنه في المكان الصحيح، «في ما لأبيه» أي الهيكل الذي يمثّل حضور الله وسط شعبه، وهو بيت أبيه على الأرض في ذلك الوقت. لم يَقُل يوسف شيئًا، ولم يسجِّل لنا الكتاب أي كلمات له، بالتأكيد كان زوجًا مثاليًا للمطوَّبة مريم، وكان الأب الشرعي للصبي يسوع، وكان دائمًا يريد أن يفعل الأشياء الصحيحة (متى1: 19). |
|