رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
إنما حكمة الله أسمى جداً جداً من هذه التوهمات البشرية. فهذه الأخيرة تلقي المسؤولية على عاتق الله وتزكي الإنسان؛ أما الأولى فتبرر الله وتتهم الإنسان بالذنب. وكلمة الله المقدسة هي الكتاب الذي من أوله إلى آخره يتبرر الله ويتذنب الإنسان. فهذه الكلمة هي أقوى دفاعٍ وأعظمُه عن عدالة الله، إذ تزكى الله وكلَّ سجاياه وكلَّ أعماله، تؤيدها في ذلك شهادة ضمير كل إنسان. صحيحٌ أن الخطية ليست شيئاً يقع خارج نطاق العناية الإلهية، إذ لم يحدث السقوط خارج مدى علم الله السابق ومشورته ومشيئته. بل إن كاملَ تطوُّر الخطية وتاريخها خاضعٌ لسيطرته، وسيبقى إلى النهاية ملتزماً لتوجيهه. ففي موضوع الخطية يبقى الله هو الله الكلي الحكمة والصلاح والقدرة. فإن الله هو بالحقيقة صالح وقدير بحيث يجعل الخير يخرج من الشر، ويستطيع أن يُجبر الشر، رُغم طبيعته، على المساهمة في تمجيد اسمه وتوطيد ملكوته. إلا أن الخطية تبقى مع ذلك محتفظة بصفتها الخاطئة المميزة. وفي وسعنا أن نقول، بمعنىً خاصًّ جداً، إن الله سمح بالخطية مادام لا شيء يمكن أن يبرز إلى الوجود، ولا أن يوجدَ، بدون إرادته وخارج نطاقها. ومع ذلك فإن علينا دائماً أن نذكر أنه سمح بها بوصفها خطية، أي شيئاً غير سوي وكان يجب ألا يكون، ولذلك فهو شيء غير شرعي ومضادٌّ لأمره تعال. |
|