رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
يرى بعض المفكرين أن هذه المادة المظلمة تعود إلى أصلٍ إلهي خاص بها. وفي هذه الحال، يصير هناك إلهان متواجدان منذ الأزل، هما إله النور وإله الظلمة، إلهٌ خيِّر وإلهٌ شرير. ويحاول آخرون أيضاً أن يردوا مبدأي الخير والشر الأزليين إلى مصدر إلهي واحد، وبذلك يجعلون الله كائناً ثنائياً. في هذا الكائن أساس لا واع ومظلم وسري تنبعث منه طبيعة واعية ونقية ونيّرة. أما الأول فهو المصدر الأصلي للظلام والشر في العالم؛ وأما الثانية فمصدر كل خير وحياة. وإذا خطونا الآن خطوة واحدة بعد، نصل في عصرنا الحاضر إلى العقيدة التي يُعلِم بها بعض الفلاسفة، إذ يذهبون إلى أن الله في ذاته ليس سوى طبيعة وقوة عمياء، وجوع أزلي وإرادة اعتباطية، يبلغ وعيه فيصبح نوراً في البشرية فقط. ويقيناً الكلمة المكتوبة. فكلمة الله المقدسة تُفيدنا أن الله نور وليس فيه ظلمة البتة، وانه في البدء كان كل شيء بالكلمة. غير أن فلسفة عصرنا تزعم أن الله ظلمة وطبيعة ولا تكوُّن، وأن النور لا يُشرق عليه إلا في العالم والبشرية. فليس الإنسان بالتالي هو المحتاج لأن يخلِّصه الله، بل إن الله هو غيرُ المخلِّص والذي ينبغي له أن يتطلع إلى الإنسان لأجل افتدائه تعالى. |
|