(لوقا1/26-38)
عندما سقط في الخطيئة آدم وحواء، وعد الله الغني بالرحمة بالخلاص، هو الذي خلق الانسان بفيض من حبه ليشركه في مجده الالهي، ورسم مخططه الخلاصي في اعقاب الخطيئة الاصلية، تلك الخطيئة التي ألقت بثقلها على التاريخ البشري. فقال للحية، رمز الشيطان، على مسمع الانسان الاول: " اضع عداوة بينك وبين المرأة، بين نسلك ونسلها، هو يسحق رأسك، وانت تترصدين عقبه" (تك3/15). تحقق الوعد بالبشارة لمريم، فاتى" نسل المرأة"، ابن الله المتجسد يسوع المسيح، ليقتلع شرّ الخطيئة من جذوره، " ساحقاً رأس الحية". انه صراع عنيف يتواصل ويرافق تاريخ البشر, بين النعمة والخطيئة، بين الخير والشر، يتكشف لنا في اول صفحة من تاريخ الخلاص بقتل قايين اخاه هابيل (تك 4)، وفي آخر صفحة منه بالصراع القائم بين قوى الشر، المتمثلة بالتنين، والكنيسة، في سفر رؤيا يوحنا (فصل 12) الذي ينشر الصفحات الاخيرة من تاريخ الكنيسة والعالم (ام الفادي،11).