راهب جاهل

[walaa farouk]

عندما ترشح الراهب مينا البراموسى "البابا كيرلس السادس" للبطريركية ، كان هناك معارضين كثر لترشيحه بعضهم كانوا يريدون ان يكون البطريرك مطران او أسقف إبراشية (على الرغم من مخالفة ذلك لقوانين الكنيسة) ليكون له خبرة بالإدارة من ناحية ومن ناحية اخرى لأستبعاد شباب مدارس الاحد. وعلى الجانب الآخر كان هناك من يريدون بطريرك جامعى مثقف من أبناء تيار "مدارس الأحد" . وشن المعارضين على اختلافهم حملات ضارية لتشويه الراهب البسيط "مينا" استمرت حتى بعد توليه البطريركية ، بل تجاسر احدهم على وصفه بأنه مجرد "راهب جاهل" فقد كان يقارن بسلفه "البابا يوساب" الذى كان لاهوتى متبحر يجيد عدة لغات ودرس اللاهوت فى أثينا ..

لم يكن الراهب "مينا" واعظاً او رجلاً معروفاً ببلاغته أو فلسفته،
لكنه كان معروفاً بتقواه وصلته بالله وهى اشياء لم يروها ذات قيمة،
بل حتى معجزاته صوروها على انها خزعبلات مشكوك فيها !!

ولم يكن هو يتحدث عن رؤياه او ما ينوى تنفيذه لأجل الكنيسة بل حينما سألوه صراحة
بعد توليه البطريكية عما سيفعله قال"لم أتعود أن أقول ماذا سأفعل
ولكن كما رأى الشعب بناء كنيسة مارمينا بمصر القديمة
وكان البناء يرتفع قليلًا قليلًا هكذا سيرون مشروعات الكنيسة".

وبالفعل فى خلال سنوات توليه القليلة قام القديس البابا كيرلس السادس
بإنشاء الكاتدرائية المرقسية بالأنبا رويس بالقاهرة وهى أكبر كاتدرائية فى الشرق الاوسط.

وقام بالإتصال مع الفاتيكان ونجح فى إرجاع جسد القديس مارمرقس الرسول إلى مصر بعد غيابه نحو ألف عام !!

بل قام هذا القديس الذى إتهموه بالجهل برسامة أول أسقف للمعاهد الدينية والتربية الكنسية (الانبا شنودة)، أول أسقفًا للدراسات العليا والبحث العلمي (الأنبا غريغوريوس) واول أسقف للخدمات الإجتماعية (الأنبا صموئيل) وهم أول اساقفة عموميون لخدمة فكرة، وكان ذلك استيعاب لتيار مدارس الاحد واستفادة من قدراته.

كما شجع جمعية مارمينا للدراسات القبطية بالإسكندرية على اصدار مؤلفها الثمين الرائد "المرجع فى قواعد اللغة القبطية" عام 1969 وموله من جيبه الخاص.

وفى عهده تأسست اول الكنائس القبطية لخدمة الأقباط المهاجرين خارج مصر، اولا فى دولة الكويت ثم فى كندا والولايات المتحدة وأستراليا.

كذلك أعاد إعمار منطقة ابومينا الاثرية بعد قرون من تخريبها، بتأسيس دير إلى جوار المنطقة الاثرية واضعاً بذلك نموذج لكيفية إعادة إعمار الاديرة الاثرية أو المندثرة، وهو ما سار عليه خلفه قداسة البابا شنودة الثالث.

إنه القديس البابا كيرلس السادس..