إن كانت مريم أمّنا، فنحن إذاً إخوة ابنها يسوع، وقد وُلدنا وإياه من رَحمِها، لأنّ الأخوة يلدون من رَحِم واحدة.
الفرق بيننا وبينه أنه، هو، وُلِدَ منها "جسديّاً"، أما نحن ف "روحيّاً" ولمّا كان أنه نصبح أخوة المسيح بالمعموديّة، ألا نستطيع القول إن جُرن المعموديّة هو، نوعاً ما، رَحِم العذراء الروحيّة؟
إن قال أحد: "في كلامك هذا مغالاة!"، ألا فليقل لي كيف إذاً نحن أخوة يسوع! أيكون لأننا مثله أبناء الله الآب؟ لكنّ الله الآب لا ابن له، مولوداً منه.
إلا واحد أوحد هو الأقنوم الثاني من الثالوث الأقدس.
هذا الأقنوم الأزليّ لم يولد من مريم، ونحن لسنا إخوته من هذا القبيل.
الذي وُلِدَ من مريم هو الأقنوم المتجسّد يسوع المسيح
الذي كرّس أمّه أمّاً لنا روحيّة، ونحن إخوته من هذا القبيل.
أيُقال إنّ الأخوّة القائمة بيننا وبين المسيح هي أخوّة رمزيّة
لأن أمومة مريم لنا هي أمومة رمزيّة أبداً