![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
![]() مَن أَحَبَّ حياتَهُ فقَدَها ومَن رَغِبَ عنها في هذا العالَم حَفِظَها لِلحَياةِ الأَبَدِيَّة " حياتَهُ " في الأصل اليوناني τὴν ψυχὴν αὐτοῦ (معناها نفسه) فتشير الى حياته، لأنه لما خلق الله الانسان "نَفخَ في أَنفِه نَسَمَةَ حَياة، فصارَ الإِنسانُ نَفْسًا حَّيَة" (التكوين 2: 7). أمَّا عبارة "مَن رَغِبَ عنها" في الأصل اليوناني ὁ μισῶν τὴν ψυχὴν αὐτοῦ (معناها من يبغض نفسه) فتشير الى فعل يعاكس فعل أحبَّ. وبالتالي يعني هنا كان المرء اقل حبّا لنفسه، وهكذا فهمه متى الإنجيلي بقوله على لسان يسوع " مَن كانَ أَبوه أو أُمُّه أَحَبَّ إِلَيه مِنّي، فلَيسَ أَهْلاً لي. ومَن كانَ ابنُه أَوِ ابنَتُه أَحَبَّ إِلَيه مِنّي، فلَيسَ أَهْلاً لي" (10: 37)، لان لغة العهد القديم لا تعرف افعال التفضيل (تكوين 20: 31). ومن هذا المنطلق "من يبغض نفسه " تعني من يموت عن شهوات العالم. ويُعلق القديس يوحنا الذهبي الفم "إن قلتَ: ما معنى "ومن يبغض نفسه"؟ أجبتك: من لا يخضع لها، ولا يَطعْها متى أمرته بفعل الأفعال الضارة". إن كنت تحب حياتك بطريقة خاطئة بالحقيقة أنت تبغضها، أمَّا إن كنت تُحبُّها بطريقة صالحة فإنك فيما أنت تبغضها بالحقيقة تحبها" على خطى يسوع "لم يحبّ المسيح حياتَه على هذه الأرض. لقد أتى ليخسرَها ويقدّمَها فداءً لنا" (أوغسطينوس، العظة 305). وفي هذا الصدد قال الفيلسوف الألماني فريدريش نيتشه "من أراد الحبّ رضي بالموت". لذلك لا يستطيع أحدٌ أن يدرك الحياة الأبدية إذا تمسّك بالحياة الراهنة وكأنها كل شيء. ومن خشي أن يفقدها ولا يرى سواها، يحول تعلّقه بها إلى عدم اكتشاف ما يختبئ وراء الآفاق الحاضرة بالتحديد الحياة الأبدية. من يهلك نفسه كحبة الحنطة، ويشارك السيد المسيح آلامه وموته، ممجدًا مخلصه، ينعم بالحياة الأبدية. |
![]() |
|