منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 09 - 03 - 2022, 06:31 PM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,273,993

وإذا ماتَت، أَخرَجَت ثَمَراً كثيراً




الحَقَّ الحَقَّ أَقولُ لَكم: إنَّ حَبَّةَ الحِنطَةِ الَّتي تَقَعُ في الأَرض إِن لَم تَمُتْ تَبقَ وَحدَها. وإذا ماتَت، أَخرَجَت ثَمَراً كثيراً

" تَمُتْ" فتشير الى التغيير العظيم الذي يحدث في الحبوب عندما تتحول البزور الى نبات. ان دُفنت حَبَّةَ الحِنطَةِ في التربة تموت وتنشأ حياة جديدة من موتها وتظهر في النبت ثم في السُنبل ثم في القمح. أمَّا عبارة "وإذا ماتَت، أَخرَجَت ثَمَراً كثيراً" فتشير الى مبدأ من عالم النبات لتوضيح مبدأ من عالم الروح. وهو ان الموت استعداد لحياة أسمى من الأولى. فهناك مبدا الموت ويليه مبدا القيامة والحياة. ومبدأ الموت يكمُن في حياة يسوع بالتخلِّي عن الذات الذي يسير يسوع بموجبه من خلال آلامه (فيلبي 2: 7) وتضحيته من أجل الآخرين. وتجرُّد يسوع من الذات هو أكثر من الألم الجسدي كالضرب والجلد والصليب، فهو آلام روحي وخيانة وقلق وشعوره أنَّه متروكٌ من أبيه السماوي أيضا. والمنطق الثاني هي الانفتاح والمشاركة. ان حبة الحنطة تنعزل وتموت لتحمل ثمراً هي رمز للحياة الفصحية لكل مسيحي كما ورد على لسان أشعيا "بِسَبَبِ عَناءَ نَفْسِه يَرى النُّور" (أشعيا 53: 11). وكما أن حَبَّةَ الحِنطَةِ لا تُعطي الحصاد الوفير إن لم تمتْ، كذلك وضع يسوع، فآلامه وموته تقودان الى القيامة؛ ويعلق القديس كيرلس الاورشليمي" هنا يتكلم عن صليبه، كأن السيد المسيح يقول: إن من شأن هذا الحادث أن يتحقق في الحنطة، إنها إذا ماتت تأتي بثمرٍ كثيرٍ، فإن كان هذا يحدث في البذور، فأليق وأوجب أن يكون فيّ، إلا أن تلاميذه لم يدركوا الأقوال التي قالها". فالموت في نظر يسوع هو مقدمة حياة، والخسارة ربحٌ. فالموت او اخلاء الذات يؤدِّي الى قيامته المجيدة وعطية الروح القدس والنعمة والمجد الذي سيؤول الى الآب من خلال عودة كثير من الابناء الاباعد الى وحدة الايمان. ويُعلق القديس اوغسطينوس " إنّ الرّب يسوع المسيح هو حَبَّةَ الحِنطَةِ تلك التي أماتَها شكّ اليهود، والتي سوف ستتكاثر باهتداء الشعوب إلى الإيمان". ان تعب يسوع ينبغي ان يسبق شبْعه كما يقول أشعيا " بِسَبَبِ عَناءَ نَفْسِه يَرى النُّور ويَشبَعُ بعِلمِه يُبَرِّرُ عَبْديَ البارُّ الكَثيرين وهو يَحتَمِلُ آثامَهم" (أشعيا 53: 11). وكل الآلام التي سيعيشها يسوع، تؤدّي الى خصب القيامة التي تجمع بين اليهود واليونانِيِّينَ في الجماعة المسيحية الواحدة كما جاء في نبوءة أشعيا "أَسلَمَ نَفْسَه لِلمَوت وأُحصِيَ مع العُصاة وهو حَمَلَ خَطايا الكثيرين، وشَفَعَ في مَعاصيهم" (أشعيا 53: 12). ويُعلق القديس كيرلس الاورشليمي" مهما بلغ العالم لا يستطيع أن يُدرك سرّ حصاد ثمر كثير من حَبَّةَ الحِنطَةِ واحدة". وعلى خطى يسوع، على كل مؤمن أن يُميت ذاته مثل حَبَّةَ الحِنطَةِ في هذا العالم، لكي ينال حياة أبدية. ومن تجرَّد عن ذاته يكون المسيح له الطريق للقيامة والحياة؛ وهكذا ان مبدأ الحياة في نظر يسوع هو المرور عبر الموت لكي يحمل الحياة الى البشرية.
رد مع اقتباس
إضافة رد


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
(متى 3: 8) فأَثمِروا إِذاً ثَمَراً يَدُلُّ على تَوبَتِكم
الأسماك لا تمتلك رقبة وهذا يُسهل عليها عملية الهرب كثيراً
الذاكرة التي تحتفظ كثيراً ، تتألم كثيراً
سألت كثيراً فأجبتنى ... طلبت كثيراً فجئتنى
مش لابسة اللكلوك ليه؟؟...


الساعة الآن 04:15 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024