لمّا كانت شدّة المشاهدة الطوباويّة، كما يقول توما الأكويني، تتناسب ومقدارَ المحبة المبرَّرة ساعةَ الموت، ولمّا كانت مريم قد بلغت في المحبة، ساعةَ موتها، ما يفوق محبةَ جميع الملائكة والقديسين، فإنّ المشاهدة الطوباويّة قد بلغت فيها، من الشدّة والكثافة، ما يفوق بكثير ما قد بلغتْه في جميع الملائكة والقديسين. هذا لا يعني أنّها تعرف، مثل الله، جميعَ الممكنات (ينبغي لذلك أن تُدرك تماماً جوهر الله، وهذا مستحيل)، إنما هي تعلم تماماً كلَّ ما شاركتْ فيه على الأرض، أي كلَّ ما يتعلّق ماضياً وحاضراً ومستقبلاً، بالبشريّة التي افتداها ابنها يسوع.