رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
ان الحكمة الالهية قد اوجدت على الأرض عائلة دعيت بلسان الشعوب المسيحية بالعائلة المقدسة . وتتألف هذه العائلة من ثلاثة أشخاص وهم الأب والأم والولد .فالأب هو رجل بار والأم ممتلئة نعمة والولد هو الله وأسمائهم : يوسف ومريم ويسوع .أن أدارة هذه العائلة كانت بيد يوسف الذي انتخبه العلي ليمثله في احدى مزاياه التي لايشارك بها احدا وهي ابوته الالهية .وبذلك قد أصبح وكيلاً على ابن الله المتجسد وأباه بالذخيرة ورئيس العائلة المقدسة فهلم ندخل الى هذا المقدس المهيب لنطلع على بعض أسرار مكنونة فيه ادهشت الملائكة .لنتأمل أولاً برباطات الرئاسة والطاعة التي كانت تربط يوسف ومريم.كانت العائلة البشرية قد انحط قدرها عند الوثنيين فالمرأة كانت كالأسيرة والرجل كان قاسياً هاضماً حقوق المرأة . أما في العائلة المقدسة فالرجل كان محامياً بل عضدً لخطيبته وما تقلد رئاستها إلا ليؤدي حقوقها ويقوم بأودها ويسليها في أحزانها ويساعدها في مشاقها . ان مقام مار يوسف كان يخوله الحق على الأمر ولكنه كان أسرع الى الخضوع منه الى الأمر .ومن يقدر ان يصف خضوع مريم وسرعة مبادرتها الى القيام بادنى اشارة كانت تصدر من يوسف .فكانا يتغايران في الطاعة لله وبعضهما لبعض غير ملتفتين الى مقامهما والقابهما.وما كان يتلقى يوسف أمراً من العلى إلا اسرع الى تنفيذه أو تبليغه الى مريم ليكملاه مهما كان شاقا على الطبيعة . فأنعم بعائلة اضحت مثال العائلات مدى الأجيال .فأعادت شرفها وارجعت حسن وصال القرينين الى كماله الأصلي .ولم تكن صلات الرجل والمرأة وحدها مشوشة لكن السلطة الأبوية كانت أيضاً في حاجة ماسة الى اصلاح . فان ارادة الوالد كانت القاعدة المطلقة لأعماله يتصرف باولاده كما يشاء ويأمرهم بما يشاء فمعاطاة يوسف مع يسوع أضحت الدواء الناجح للداء الوبيل المتفشي آنذاك في نفس الوالدين . ومع أن يوسف لم يكن ابا يسوع حسب الجسد ،لكن نائب ابيه السماوي وسفيره بل صورته الحية . فقد أولته هذه الصفات السامية القدر جميع حقوق الأبوة والوصاية والأدارة وهكذا أضحى مثالاً لسائر اباء العائلات . وكمندوب الأب الأزلي ما كان يتبع غير ارادة الله في ادارة شؤون العائلة المقدسة .فكان يستشير العلي في كل حركاته وسكناته ولايعمل الا بارشاداته الباطنية والخارجية .معترفاً بأن يسوع لم يكن ملكه بل وديعة أوتمن عليها وسوف يؤدي الحساب عنها يوماً. فاكالخادم الأمين كانت عيناه معلقتين دائماً على سيده ليأتمر بادنى اشارة تبدو منه . فمن أسفار تجشمها و تضحيات سلم نفسه بها أو وطن هجره او هجرة عاد منها ،او تعب او راحة ، كل ذلك اصبح لديه سواء بعدما القى مقاليد أمره بيد الله ، واطمأنت نفسه اليه فارادة الله كانت رائده الأوحد والعمل بها شعاره الامجد فكان يحمل يسوع او يقوده الى هيكل اورشليم قياما بالفروض الناموسية ،وكان يعوده الشغل المفروض على كل ابناء ادم علمه مهنة وضيعة وشاقة كانت داخلة في اسرار الحكمة الالهية قام احسن قيام بجميع واجبات الابوة لدى يسوع وارادة الاب الازلي واوامره بل رغباته كانت المحرك لكل اعماله ،كبيرها وصغيرها ، خطيرها وحقيرها وبذلك علم درساً بليغاً للعائلات واعطى مثالاً سامياً لاربابها . |
|