رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
مزار أحد الشعانين: بيت فاجي: تاريخها وآثارها التسمية: بيت فاجي اسم آرامي בֵּית־פַּגֵּי (معناه "بيت التين")، وهي قرية صغيرة تقع إلى الجنوب الشرقي من جبل الزيتون وتتصل ببيت عنيا من الجهة الغربية على مسافة 800م. مرَّ بها السيد المسيح بعد دخوله بيت عنيا، إذ كان قادما من أريحا إلى القدس. ومن هذه القرية أرسل السيد المسيح اثنين من تلاميذه ليأتياه بجحش، فركبه في دخوله القدس منتصرا. فمن بيت فاجي يبدأ أحد الشعانين التقليدي متجها نحو القدس. وقد ربط التقليد بهذه القرية أيضا ذكرى لقاء مرثا مع يسوع قبل إحياء اليعازر من القبر (يوحنا 11:20-34). التاريخ: ارتبط تاريخ بيت فاجي بالحوادث التي وردت في الأناجيل (يوحنا 11،20-34، متى 21،1-11، مرقس 11،1 -11، لوقا 19،28-40) التي تروي لنا دخول يسوع الى أورشليم من بيت فاجي. وفي القرن الثاني والثالث الميلادي يشير التلمود إلى إن بيت فاجي كانت إحدى ضواحي القدس وقد اثبتت الحفريات من آبار مياه ومعاصر زيت وقبور شهادة التلمود. وفي كتابات المؤرخ الكنسي يوسابيوس القيصري (265-340م) جاء ذكر "بيت فاجي كضيعة صغيرة تقع على جبل الزيتون. دخلها السيد المسيح في طريقة إلى أورشليم." ويصفها ايرونيموس (385-419) كمكان كان يقضي فيه كهنة اليهود عطلتهم؛ ومنها أتى التلاميذ بجحش للمسيح. وفيها بسط كثيرون ثيابهم على الطريق". وفي العصر البيزنطي أشارت السائحة الاسبانية إيجاريه في مذكراتها في القرن الرابع إلى وجود كنيسة في بيت فاجي تُحيي ذكراها لقاء يسوع مع مرتا عندما جاء من الأردن لإحياء اليعازر. وفي عام 530 لمَّح ثيوذسيوس ان بيت فاجي هو المكان الذي اخذ السيد المسيح منه جحشا ليركبه في دخوله منتصرا إلى أورشليم من خلال باب بنيامين. وفي عام 870 نوّه برناردو الناسك إلى الصخرة التي استعان بها السيد المسيح في ركوبه جحش بن أتان لدى دخوله القدس. ولم يكتفِ الحجاج في العصور الوسطى بتحديد موضع بيت فاجي بين بيت عنيا وجبل الزيتون بل أشاروا إلى الكنيسة ووجود حجر في داخلها الذي استعان به يسوع لركوب الجحش. وفي عام 1165 وصف الحاج يوحنا فيرسبورك المكان بقوله: يوجد برجان من حجر كان أحدهما كنيسة. وفي عام 1172 اضاف الحاج تيودوريكو ان المسيح جاء من بيت عنيا إلى بيت فاجي حيث أُقيم معبد إكراما له، لأنه كان قد أرسل اثنين من تلاميذه ليأتيا بجحش وأتان. واستعان بصخرة كانت موجودة هناك لركوب الجحش. في هذا الصدد قال الراهب الفرنسيسكاني نقولا يوجيبونسي: "في بيت فاجي لا توجد جدران ولا بيوت بل حجارة. وفيها حجر كبير عليه وقف المسيح"؛ وفي عام 1345 أهملت الكنيسة وتحوَّلت إلى خربة. وما جاء القرن السابع عشر حتى انطمست آثار الكنيسة. وفي عام 1883 بنى الآباء الفرنسيسكان الكنيسة الحالية على أنقاض الكنيسة الصليبية. وفي عام 1954 تمَّ ترميم الكنيسة بشكلها الحالي تحت إشراف المهندس انطونيو برلوتسي، بإضافة برج مجاور للكنيسة بناء على مواصفات السائح يوحنا فيرسبورك. المعالم الأثرية: أجري المعهد الآثار الفرنسيسكاني في القدس حفريات عام 1961 اسفرت عن اكتشاف ما يلي: (1) الكنيسة الصليبية: بنى الآباء الفرنسيسكان الكنيسة الحالية عام 1883 على أنقاض الكنيسة الصليبية، وهي مبنية من حجارة ضخمة مزينة بالرسومات. ولم يبق من هذه الرسومات إلا القليل. وتحوي الكنيسة على ممر يؤدي إلى غرفة ربما تكون السكرستيا، وهي غرفة ملحقة بالكنيسة لحفظ الزي الكهنوتي والاواني المقدسة. وفي داخل الكنيسة من جهة الشمال نجد "مسلة". (2) المسلَّة: المسلة عبارة عن قطعة صخرية يروي التقليد أنها استخدمت لموطئ قدمي يسوع لدى ركوبه على الجحش في دخوله منتصرا إلى اورشليم. وقد وجدها صدفة فلاح فلسطيني من جبل الطور عام 1877 بينما كان يبحث عن حجارة للبناء. واشتراها الآباء الفرنسيسكان عام 1880. وتُزين المسلة لوحات من العهد الصليبي لمشاهد إنجيلية على النمط البيزنطي. ولقد تمكن الفنان فكاريني من ترميم الرسومات التي كادت أن تختفي وهي: من جهة الشمال: لوحة تمثل التلاميذ يأتون بالجحش والأتان من بيت فاجي. ومن جهة الشرق: لوحة تمثل دخول السيد المسيح منتصرا إلى أورشليم، وتحتها كتابة لاتينية غير واضحة. وتعني: هنا تطواف النخل في أيام. ومن جهة الجنوب: لوحة تمثل إحياء اليعازر من القبر. ويظهر يسوع ويتبعه بطرس من جهة الشمال واليعازر وامرأة تغطي أنفها للتدليل على أن الميت قد أنتن، ومريم ومرتا ساجدتين، ورجل يحمل غطاء القبر من الجهة اليمنى. ومن جهة الغرب: تمثل اللوحة السيد المسيح يبارك بيده اليمنى ويحمل كتابا بيده اليسرى وبجانبه مريم ومرتا اختا اليعازر. وتتوسط هذه اللوحة كوة مغلقة. وتحت اللوحة كتابة باللغة اللاتينية تشير إلى بيت فاجي. وفي الطرف الآخر من اللوحة نقش اسم الفنان Bernardi Witardi de Borda Fok o For. (3) الكنيسة الحالية: قام الآباء الفرنسيسكان ببناء الكنيسة الحالية عام 1883 وتمَّ ترميمها عام 1954. يتوسط الكنيسة مذبح من رخام "الصليبي" وبيت القربان من صنع النحات مورته A. Mortet . وزيّن الرسام فكاريني (Cesare Vagarini) الكنيسة بلوحات جدارية فنية زيتية. وفي صدر الكنيسة نجد لوحة زيتية بألوان مختلفة تُمثل دخول المسيح منتصرا إلى القدس يتقدَّمه الشعب حاملين أغصان الزيتون وسعف النخل ويتبعه الرسل والنسوة التقيات. وأمَّا جداران الكنيسة فهي مزينة بلوحات بلون واحد تمثل تطواف الشعانين. ويشعر الزائر في الكنيسة كأنه واحد من هؤلاء السائرين وراء المسيح في دخوله إلى أورشليم. 3) لمحة تاريخية حول تطواف الشعانين التقليدي: بدا التطواف التقليدي في أحد الشعانين في القدس في العصر البيزنطي. تروي لنا السائحة إيجاريه الاسبانية أن المسيحيين كانوا يقيمون منذ القرن الرابع التطواف بأحد الشعانين في تمام الساعة الواحدة بعد الظهر مبتدئين من كنيسة "أبانا الذي"؛ ثم يتوجَّهون إلى كنيسة الصعود ومن ثمة ينحدرون من جبل الزيتون وهم حاملون أغصان الزيتون أو سعف النخل. وينتهي التطواف بهم في كنيسة القيامة. ويبدو أن نشأة هذا التطواف تعود إلى البطريرك كيرلس الاورشليمي (348-3879). وأشار كتاب القراءات الاورشليمية إلى بعض التعديلات في القرن الخامس حتى القرن الثامن، إذ كان التطواف يبدأ صباحا وكان يتوقف موكب الشعانين في الجسمانية وفي كنيسة حنة (الصلاحية) حيث تُتلى الأناجيل التالية: يوحنا 12،12 ولوقا 19،29-28 ومرقس 11،1-10. وفي القرن التاسع، كان بطريرك القدس يبارك سعف النخل وأغصان الزيتون في بيت عنيا ويسير الموكب نحو القدس مع التوقف في كنيسة الصعود والجسمانية وكنيسة القديسة حنة (الصلاحية) وينتهي في كنيسة القيامة. وفي عام 1007 منع الخليفة الحاكم بأمر الله هذا التطواف إلى أن جاء الصليبيون عام 1099. وكان البطريرك يسير من بيت عنيا حاملا ذخيرة الصليب المقدس يواكبه الرهبان والمؤمنون حاملين سعف النخل وأغصان الزيتون، ويتوجَّهون نحو القدس من خلال الباب الذهبي وينتهي التطواف بهم في ساحة الحرم. وفي القرن الرابع عشر انحصر تطواف الشعانين داخل الأسوار مبتدئا من كنيسة مار يعقوب في حارة الأرمن حتى كنيسة القيامة تحت إشراف الأرمن. وأما في القرن الخامس عشر شرع الآباء الفرنسيسكان بالتطواف من بيت فاجي يترأسه حارس الأراضي المقدسة وهو راكب حمارا وينتهي التطواف عند وادي قدرون وبعد بضع سنوات أصبح التطواف ينتهي عند جبل صهيون. وفي عام 1560 كان حارس الأراضي المقدسة يترأس التطواف؛ تبدا مسيرة الموكب من بيت فاجي مرورا مكان بكاء الرب على أورشليم (Dominus flevit )، ثم يدخل القدس من باب صهيون إلى أن يصل دير المخلص في جبل صهيون وكان يتخلل التطواف عظة باللغة العربية. ثم توقف التطواف عام 1648 بأمر السلطات.وفي عام 1933 عاد التطواف من جديد بحيث بدأ الموكب من بيت فاجي باتجاه جبل الزيتون وكان ينتهي بكنيسة القديسة حنّة (الصلاحية) المجاورة لساحة الحرم وهو الموضع القديم للتطواف ولا يزال تطواف أحد الشعانين قائما حتى أيامنا الحاضر حيث تنطلق المسيرة من بيت فاجي، مروراً بجبل الزيتون وحتى كنيسة القديسة حنة في البلدة القديمة. ويتم ترتيب دورة أحد الشعانين بالنظام التالي: حامل الصليب والقواسة ثم حملة الاعلام الكشفية، ثم كاهن رعية القدس للاتين (الفرنسيسكان) يصحبه مختار دير اللاتين ثم يسر وراءهم الاشبال والزهرات والكشاف المبتدئ وقادة الكشاف ويتبعونهم أبناء الرعايا من فلسطين والجليل ويرافقونهم الزوار الاجانب من جميع أنحاء العالم. وأخير يسير الرهبان الفرنسيسكان ثم طلبة الاكليريكيين في البطريركية اللاتينية، ثم يأتي أخير موكب بطريرك اللاتين البطريرك والمرافقون له من أساقفة وحارس الأراضي المقدسة يحيطه لكشاف المتقدم على جانبي المسيرة. وينتهي الاحتفال بزياح القربان المقدّس ومباركة الجموع المواطنين المحلّيين والحجّاج من شتّى أنحاء العالم. وهي مناسبة مركزية تجمع المسيحيين من أنحاء العالم لذكرى دخول يسوع ظافرا الى اورشليم ليبدأ درب الالام والقيامة. |
|