رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
لايمكننا ان نبحث عن علاقة الروح القدس ومار يوسف ما لم نستعن اولا بعون الايمان ونسلك في ضيائه . اذ لا شئ طبيعي ولا بشري في هذا البحث . بل كل ما هنالك عجائب صنعتها يمين العلي في نظام النعمة الفائق الطبيعة .امر بديهي ان كل عظائم القديس يوسف ناشئة عن سر التجسد . فما انتخبه الله الا لتنفيذ مقاصد رحمته وذلك باشتراكه مع يسوع ومريم في العيشة وفي هذا قائم سر رفعته ومقامه الساميين .و الحال لقد كان محتماً في احكام الله ان سر التجسد يتم بعمل مشترك بين الاقانيم الالهية الثلاثة وقد رأينا ما صنعه الله الاب في شأن هذا الرجل البار . بقي علينا ان نتأمل اليوم بما فعله الله الروح القدس في سر الفداء وفي علاقته الفريدة بمربي الكلمة المتجسد .ان الاقنوم الالهي الثالث هو مبدأ كل استحقاق وكل قداسة . لذلك دُعي الروح المقدس . فهو الذي سبق وأوحى لأبوينا الاولين سر التجسد وهو الذي فاه على لسان الانبياء . وهو الذي اثار في قلوب الاولياء نيران اشواقهم المتقدة الى حلوله وبكلمة واحدة هو الذي اعد العالم لمجئ المخلص الالهي . الروح القدس هو الذي اعد الاقنوم الثاني أماً لائقة به وزينها بشتى الفضائل الفريدة والسجايا العديدة واغناها بمواهب سماوية لا نظير لها وبوجيز الكلام ان الروح القدس هو الذي ملأ مريم العذراء من كل النعم كما اذاع ذلك جبرائيل الملاك .فاذا كان الروح القدس قد صير مريم العذراء اعجوبة العالم لكونها ام الله افما كان من اللائق ان يجعل يوسف من اولئك الرجال الذين يدعوهم الانجيل المقدس : ممتلئين من الروح القدس ؟ نعم من يغامره شك بأن يوسف الرجل البار حاز على كل النعم المقدسة التي جعلته اهلا لدعوته السامية ؟ بل من ذا لا يعتقد بأن الروح القدس اسبغ عليه نعما صيرته عريسا لائقاً بعظمة والدة الله واباً مربياً لابن الله المتأنس جديراً بهاتين الوظيفتين الفريدتين ؟ ان الله الروح القدس قد صنع اكثر من ذلك بمار يوسف اذ جعله شريكاً له في سر التجسد وشاطره مجد هذا العمل العظيم . ان الايمان يعلمنا ان تجسد ابن الله في حشا البتول قد تم بأعجوبة بقوة الروح القدس .وجلي ان تلك الأعجوبة فاقت نواميس الطبيعة . بما كان غير ممكن ان تكمل بسوى قدرة الله . ولما كانت تلك الأعجوبة تفوق تصور البشر وما كانت لتخطر على بالهم اقتضى ان يسترها رجل عن اعين الناس الى مدة من الزمن .فروح القدس كان علة هذا السر غير المنظورة ويوسف كان بمثابة ستره المنظور .لقد تقاسم الروح القدس ومار يوسف وظائفهما واعمالهما في هذا السر العظيم .فالروح القدس قرن اللاهوت بالناسوت في حشا مريم البتول ام الله ويوسف ظللها بظل الزيجة المقدسة التي كانت تربطه بها وهكذا اخفى ولادة الابن وحافظ على شرف الام .كان الروح القدس بمفاعيل نعمته يزيد مريم ، هيكل اللاهوت ، بهاء وسناء كان يضاعف دوما شدة ايمانها المتقد ، كان يضرم نيران حبها المتأجج ، ويصعد مقياس فضائلها الى اعلى قمة من الكمال . ويوسف كان قائما بادارتها الخارجية ، مهتما بحاجاتها الزمنية ، مساعدا اياها في اتعابها مقدما لها طعامها اليومي مرافقا اياها في اسفارها معزيا اياها في احزانها مخففا عنها محنها واوصابها .ياللدعوة العجيبة ياللوظيفة السامية في نظر الايمان ماكان اسعد الملائكة لو اتيح لها ان تحامي عن ذمار ام المخلص وتقوم بخدمتها . لكن الروح القدس لم يهب هذا الشرف لا للملائكة ولا لرؤساء الملائكة . لا للكاروبيم ولا للساروفيم . بل منحه يوسف النجار الوضيع !ياللامتياز الوسيم ! الا تهللي طربا ايتها النفوس المتعبدة لهذا القديس العظيم وأرتقشي فرحا ازاء المجد الذي حازه وقدمي معه آيات الشكر والامتنان للاله الذي اصطفاه من بين الرجال كافة وفضله عليهم . |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
رواية شهود التجسد ( يوسف البار ) |
خادم سر التجسد القديس يوسف النجار |
يوسف النجار خادم التجسد الالهى |
شفيع اليوم 7/1/2015 القديس يوسف النجار خادم سر التجسد |
القديس يوسف النجار خادم سر التجسد |