رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
فقالَ لَه سائِرُ التَّلاميذ: رأَينا الرَّبّ. فقالَ لَهم: إِذا لم أُبصِرْ أَثَرَ المِسمارَينِ في يَدَيهِ، وأَضَعْ إِصبَعي في مَكانِ المِسمارَين، ويدي في جَنْبِه، لن أُومِن "جَنْبِه" فتشير الى جنبه المطعون بالحربة كما ورد في انجيل يوحنا " واحِداً مِنَ الجُنودِ طَعَنه بِحَربَةٍ في جَنبِه، فخرَجَ لِوَقتِه دَمٌ وماء" (يوحنا 19: 34)؛ أمَّا عبارة "لن أُومِن" فتشير الى رفض توما تصديق أقوال الجماعة الرسولية عن رؤيتهم للمسيح، ورفضه الثقة بشهادتِهم حيث لا تكفيه شهادة الغير. انه يريد برهانًا شخصيا حسيًّا وعمليًّا ليؤمن. ويُمثل توما جميع الذين شكَّوا ويشكُّون بقيامة يسوع، ويريدون ان يروا ويلمسوا كي يؤمنوا. توما شكَّ وما آمن قبل ان يرى. ويقول أوغسطينوس ان "توما شكَّ على انه لا يجب ان نشكَّ نحن". الواقع يحتاج البعض الى الشك قبل ان يؤمنوا. فإن أدَّى الشك الى سؤال، والسؤال الى جواب، وكان الجواب مقبولا، فالشك يعمّق الايمان. لقد كان شكّ توما إيجابيًّا بقصد الحصول على رؤية للرّب. أمَّا إذا أصبح الشك عناداً وصار العناد اسلوب حياة، فالشكُّ هنا يضرُّ بالإيمان. ان غاية يوحنا الإنجيلي من ذكر شك توما بيان انه لم يكن الرسل متوقعين قيامة المسيح ومستعدين ان يقتنعوا بحقيقتها الا بعد الشكِّ. شكَّ توما لكيلا نشكُّ نحن. هل من الممكن أن نؤمن دون أن نرى؟ |
|