فقالَ لَه سائِرُ التَّلاميذ: رأَينا الرَّبّ. فقالَ لَهم: إِذا لم أُبصِرْ أَثَرَ المِسمارَينِ في يَدَيهِ، وأَضَعْ إِصبَعي في مَكانِ المِسمارَين، ويدي في جَنْبِه، لن أُومِن
عبارة "رأَينا الرَّبّ" في الأصل اليونانيἙωράκαμεν (من فعل ὁράω معناها نظر بوعي وإيمان) تشير الى شهادة عشرة من الرسل بما شاهدوه بعيونهم، فكان يجب على توما ان يكتفي بها. أمَّا عبارة "إِذا لم أُبصِرْ أَثَرَ المِسمارَينِ في يَدَيهِ، وأَضَعْ إِصبَعي في مَكانِ المِسمارَين، ويدي في جَنْبِه" فتشير الى عدم تصديق توما للوهلة الأولى الرسل، أن الرّب يسوع قد ظهر في غيابه، وطلب توما دليلاً ليثبّت إيمانه بوضع شرطين ليؤمن بقيامة الرب المسيح. الشرط الاول: "إِذا لم أُبصِرْ"،وهذا يدل على اهمية النظر بوعي لكي نؤمن، والنظر يذكِّرنا برواية الحيّة النحاسيّة في الصحراء (عدد 2: 4-9).
فهل نعرف كيف نرفع أنظارنا، كي نرى محبّة الآب غير المحدودة وغير المتناهية في ابن الإنسان المصلوب والقائم من الموت؟والشرط الثاني "أَضَعْ إِصبَعي"؛ إنه يطلبُ بُرهاناً خاصّاً به.
فكان من طبع توما ان لا يترك تساؤلا داخله ولا يسأل عنه (يوحنا 14: 5). يريد توما أن يبصر (فعل ὁράω)، أي أن يرى ويختبرَ بنفسه ويلمس. إنه يفرض على المسيح شروط إيمانه.
إنّه يطلب دليلا على ذلك، ويضرب عرض الحائط سمو حرية الله المطلقة في عطائه.
ويعلق الاسقف باسيليوس السلوقيّ "أغلق أذنيه عن سماع شهادة لتلاميذ وأراد فتح عينيه... فأطلق شكّه، آملاً أن تتحقّق رغبته، وقال" لن تتبدّد شكوكي إلا حين أراه".