رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
قالَ ذلك، وأَراهم يَدَيهِ وجَنبَه ففَرِحَ التَّلاميذُ لِمُشاهَدَتِهمِ الرَّبّ "يَدَيهِ وجَنبَه" فتشير الى جسد المسيح المصلوب الذي هو ذات جسد المسيح القائم من الموت؛ فالمسيح المصلوب هو مسيح القيامة، هو ألان حي ويحمل آثار الصلب. ويُعلق القديس اوغسطينوس "تبقى جراحات في المسيح، لا كنقائصٍ وعيوبٍ في الجسد بل كعلامات ظاهرة تكشف عن سرّ حبِّه وعلامة للمجد والكرامة". وفيما انفرد يوحنا الإنجيلي في ذكر جنبه الطعين، لم يذكر الرجلين كما فعل لوقا (لوقا 24: 37). وبهذه التفاصيل يؤكد يسوع لتلاميذه أنه ذات الجسد، إذ يحمل ذات جراحات الصليب، لكنه جسد مُمجَّد. فيسوع الآن جسم حيَّ ممجدٌ وآثار جراحاته شهادة حيَّة لقيامته، وبهذا الامر يُعطي يسوع علامات على حقيقة قيامته ويتغلب على قلة إيمان الاثني عشر (اعمال الرسل 1: 3). ومن هذا المنطلق، شدِّد يوحنا الإنجيلي هنا على الصلة القائمة بين يسوع الناصري التاريخي المتألم، "قَدِ ابتُلِيَ هو نَفسُه بِالآلام، فهو قادِرٌ على إِغاثَةِ المُبتَلَين" (عبرانيين 2: 18) ويسوع القائم من بين الاموات، يسوع الايمان الذي مع تلاميذه للأبد كما قال لهم قبل صعود الى السماء "هاءنذا معَكم طَوالَ الأَيَّامِ إِلى نِهايةِ العالَم" (متى 28: 20)، واراد يوحنا الإنجيلي أيضا إقامة صلة بين حادثة الطعن بالحربة وحدث العلية، انه الحمل الفصحى الذبيح على الجلجلة الذي يعود الى ذويه حاملا ثمار ذبيحته. وفي سفر الرؤيا يبدو ان الحمل ذبيحاً أي حاملا في جسمه آثار ذبيحته من اجل خلاص البشر كما وصفه صاحب الرؤية "حَمَلاً قائِمًا كأَنَّه ذَبيح" (رؤيا 5: 6). فهناك تواصل بين يسوع الذي تألم ويسوع القائم وهو الآن حي مع تلاميذه |
|