رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
«شعرة» تفصل بين حرية الرأى والتعبير وبين احترام المعتقدات الدينية مشهد من فيلم "إغواء المسيح" الفيلم الذى أساء إلى النبى محمد، خاتم المرسلين، ليس أول فيلم يسىء إلى نبى، ولن يكون الأخير. وهناك عشرات الأفلام التى خلفت جدلاً فلسفياً عميقاً، بين حرية الرأى والتعبير من ناحية، وواجب احترام المعتقدات الدينية من ناحية أخرى. ولا يختلف اثنان على حق حرية الرأى والتعبير، وعلى احترام المعتقدات الدينية، وأن هناك خطوطاً حمراء فى تناول أى عمل دينى، ولكن هناك شعرة فاصلة بين الحرية والاحترام، هى السبب الرئيسى الذى يحدث حوله الخلاف والانتفاض لأى عمل يمكن أن يمس أى ديانة. فشخصية السيد المسيح مثلاً تعد من أكثر الشخصيات التى أثارت اهتمام صناع السينما العالمية بمختلف اتجاهاتهم، وهى أكثر الشخصيات التى تم تناولها، حيث أنتج أكثر من 325 فيلماً تناولت شخصية السيد المسيح بمختلف لغات وبلدان العالم، وتحتفظ ذاكرة السينما العالمية منها بحوالى 30 فيلماً فقط. منها رواية «آخر وسوسة للمسيح»، التى طبعت عام 1960 وكانت للمؤلف اليونانى نيكولاس كازانتزاكس، وتحولت فيما بعد إلى فيلم سينمائى فى عام 1988، وفيه تم تصوير المسيح كنجار يصنع الصليب، ويظهره كإنسان عادى يملك كل الصفات الإنسانية من شك وضعف وخوف وارتكاب للذنوب، وفى نهاية الرواية يتزوج المسيح من مريم المجدلية، بدلاً من صلبه كما هو معهود حسب الكتاب المقدس، وبدأت الاحتجاجات على الفيلم أثناء عملية التصوير حيث قاد الزعماء الدينيون فى الكنائس الأمريكية حملة واسعة ضد الفيلم، وقامت مجموعة مسيحية متطرفة بإلقاء القنابل الزجاجية الحارقة على صالة عرض الفيلم فى باريس فى 22 أكتوبر 1988. وفى عام 1979 عرض فيلم «حياة برايان»، للمجموعة الكوميدية البريطانية Monty Python، وفيه يروى الفيلم بصورة ساخرة قصة حياة شخص اسمه «برايان» ولد فى نفس اللحظة ونفس الحى الذى ولد فيه المسيح، والفيلم ينتقد بصورة ساخرة التطرف الدينى، ونرى سلسلة من المواقف الكوميدية بسبب اشتباه الناس بأن برايان هو المسيح، بدءاً من زيارة الحكماء الثلاثة الذين تتبعوا النجوم واستدلوا على مكان ولادة المسيح، حسب التقليد المسيحى، إلى حادثة الصلب، حيث يوضع برايان على الصليب بدلاً من المسيح، وبسبب الصورة الكوميدية التى يتناولها الفيلم امتنعت بعض السينمات عن عرض الفيلم فى العديد من المدن البريطانية، إلى جانب إيطاليا، والنرويج، وأيرلندا، وولاية «نيوجيرسى» التى منعت عرض الفيلم لسنوات طويلة. وفى عام 1988 أثار فيلم «الإغواء الأخير للمسيح»، للمخرج مارتين سكورسيزى، غضب المسيحيين فى العالم أجمع، ووصل الأمر إلى حد قيام البعض بوضع قنبلة فى إحدى دور العرض السينمائى فى باريس أثناء عرض الفيلم ليموت أحد المشاهدين ويصاب العديد، وتناول الفيلم شخصية المسيح من المنظور الدنيوى، حيث أنزله من على الصليب ليعيش الحياة العادية ويتزوج وينجب، ليدرك بعد ذلك أنه خضع لإغواء الشيطان وطالب الرب بالعفو عنه، ليعود من جديد على الصليب ليفدى البشرية كلها. وفى عام 2004 قتل المخرج الهولندى ثيو فان جوخ على يد محمد بويرى، الدنماركى من أصل مغربى، بسبب إخراجه لفيلم قصير مدته 10 دقائق، ويحمل اسم «الخضوع»، وكان يدور عما حاول المخرج أن يصوره كسوء معاملة المرأة فى الإسلام وربطه بنصوص من القرآن، وكاتبة السيناريو تدعى آبان حرصى على، عضوة برلمان فى هولندا، حاولت أن تنقل فكرة مفادها أن المرأة فى العالم الإسلامى معرضة للجلد إذا أقامت علاقة خارج إطار الزواج، والاغتصاب من قبل أفراد العائلة، وعدم جواز مناقشة ذلك بسبب قوامة الرجل على المرأة، ويظهر فى الفيلم أربع نساء شبه عاريات وقد كتب على أجسادهن آيات من القرآن، بعد عرض الفيلم تلقى المخرج العديد من رسائل التهديد، ولكنه رفض أن يأخذها بمحمل الجد ورفض أى نوع من الحماية، إلى أن تم إطلاق 8 رصاصات عليه فى 2 نوفمبر 2004 فى أمستردام، وتم قطع رقبته وطعنه فى الصدر، وقام «بويرى» بوضع بيان من 5 صفحات على الجثة وفى البيان تهديد للحكومات الغربية واليهود وكاتبة السيناريو. أما فيلم «دوجما» الذى أنتج عام 1999، وهو فيلم كوميدى عن الكنيسة الكاثوليكية، فقد أدى هذا الفيلم إلى العديد من الاحتجاجات المنظمة فى العديد من الدول وتهديدات لقتل المخرج كيفن سميث، الفكرة الرئيسية فى الفيلم هو أنه يجب التمييز بين الإيمان بدين معين والعقيدة الدينية التى يمكن تعريفها بالاعتقاد بأن أى نص دينى مكتوب من قبل ما يعتبره أتباع ديانة معينة خالق الكون يجب أن يطبق بحذافيره، وينتقد الفيلم استعمال الدين لتبرير العنف والعنصرية وعقوبة الأفراد بسبب ميولهم الجنسية، والفيلم يحاول أن يقول إن «الجنة للجميع وليست حكراً على دين معين» وإذا كان الشخص «طيباً» فإنه سيدخلها بغض النظر عن دينه وعرقه وميوله الجنسية. الوطن |
|