أيوب، ذلك الرجل التقي، جُرِّب بتجربةٍ من العيار الثقيل، وكل من تجرع، ولو قدرًا يسيرًا من هذه الكأس بالذات، يعرف مرارة تجربته وقسوتها. لكن أيوب أدرك أن سبب بليته ليس في حظه العاثر، ولا الشيطان الهائج، بل إن الرب الكريم الذي سبق وأعطى، هو نفسه الذي أخذ. بارك الرب لأنه صالح ولا يخطئ أبدًا، فاليد الكريمة التي تجود بالعطايا، تستحق التقبيل حتى لو سمحت بالبلايا
. ليس غريبًا أن يُنجز الرب مقاصده الصالحة مثل إنضاج المؤمن وتزكية إيمانه وتقوية شهادته من خلال الأتعاب والآلام (يع1: 2-4).
الرب يمسك بزمام كل الأمور ويضع حدودًا لكمية ونوعية الآلام التي يجيز فيها كل مؤمن، وهو كالفخاري العظيم يضبط حرارة تنور التجربة ليضمن أن لا يخرج الإناء محترقًا أو معيبًا.