رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
أنه يوجد مسطراً في الرأس السابع من المجلد الثاني من تأليف الأب أورياما، أن أبنةً مسكينةً من بنات الفلاحين، مهنتها رعاية الغنم. كانت متعبدةً لوالدة الإله بتعلق قلبٍ هذا حده، حتى أن نعيمها ولذتها وسرورها. كان قائماً في أن تتردد على كنيسةٍ صغيرةٍ حقيرةٍ. مبنيةٍ على أسم هذه السيدة المجيدة، كائنة في الجبل الذي فيه تلك الأبنة كانت تترك الغنم أن ترعى، وهي تنفرد في المصلى المذكور لتصلي، وتكرم أمها العذراء الفائقة القداسة، من حيث أنها شاهدت أن شخص هذه البتول المجسم الموجود هناك، لم يكن مكتسياً برداءٍ لائقٍ. فطفقت تكد وتعمل بيديها وشاحاً لذاك التمثال المقدس بقدر مكنتها، ثم أنها يوماً ما قد أقتطفت من زهور الحقل باقةً وصنعت منها أكليلاً، وجاءت به الى المصلى، حيث صعدت فوق الهيكل، ووضعت أكليل الزهور فوق هامة شخص البتول القديسة قائلةً لها: أنني لقد كنت أتمنى يا أمي أن أضع على رأسكِ أكليلاً من ذهبٍ مرصع بالجواهر، ولكن لعدم مقدرتي على ذلك، اذ أني فقيرةٌ، فأتوسل إليكِ بأن تقبلي مني هذا الأكليل الحقير المؤلف من الزهور، وليكن مقبولاً لديك عربوناً للحب الذي أنا أحبك به: فبهذه الأنواع وأمثالها كانت تلك الأبنة البتولة تكرم سيدتها الجليلة، متعبدةً لها ببساطة قلبها فلنتأمل الآن كيف أن هذه الأم الإلهية كافأت تلك الفتاة أبنتها، عن زياراتها أياها في ذاك المعبد، وعن مفاعيل حبها الأبني نحوها. فقد أنطرحت الأبنة الراعية مريضةً مرضها الأخير، ودنت به من زمن أنتقالها من هذه الحياة، فأتفق أن أثنين من الرهبان كانا عابري طريق في تلك الأرض، فتعبا من مشقة السفر، أتكآ تحت شجرةٍ ما ليستريحا، حيث أن أحدهما خط في النوم. والآخر لبث ساهراً. الا أنهما معاً قد شاهدا هذه الرؤيا، وهي أن مصافاً جزيل العدد من العذارى الجميلات الصور قد أقبلن مجتازاتٍ من عليهما، وفيما بين ذاك المصاف كانت توجد واحدة منهن، فائقة عليهن كافةً بألبهاء والجمال والعظمة والهيبة، فأحد ذينك الراهبين قد سأل تلك الأمرأة الجليلة قائلاً: أيتها السيدة من أنتِ، والى أين تمضين في هذه الطريق: فأجابت هي وقالت له: أني أنا هي والدة الإله، وهوذا أني منطلقةٌ وصحبتي هؤلاء البتولات القديسات، لنزور في القرية القريبة فتاة مسكينة راعية غنم مشرفةً على الموت. لأنها مراتٍ كثيرةً كانت تزورني: قالت هذا وغابت الرؤيا عن أبصار ذينك الراهبين اللذين قال أحدهما للآخر. قم بنا لنمضي نحن أيضاً لنشاهد هذه الأبنة. فنهضا مسرعين، وطفقا يفتشان في القرية على بيت تلك العذراء المريضة، الى أن وجداه ودخلاه فنظراها متكئةً فوق قليل من التبن، وبعد أن سلما عليها قالت هي لهما: أطلبا الى الله أيها الأخوان العزيزان، أن يمنحكما أن تشاهدا الجمعية المحيطة بي والمساعدة اياي، فالراهبان جثيا حالاً على ركبتهما مصليين، فرأوا مريم والدة الإله قائمةً بجانب الأبنة المريضة وبيدها أكليلٌ، وكانت تعزي المنازعة وتشجعها، وهوذا بمصاف تلك البتولات قد ابتدأن أن يرتلن، وفيما بين أصوات تلك التراتيل قد أنفصلت نفس الأبنة المباركة من جسدها، وحينئذٍ مريم البتول وضعت على رأس النفس ذاك الأكليل الذي كان بيدها، وأخذتها صحبتها مع المصاف بأسره وصعدن الى السماء* |
|