وهذا ما تتحدث عنه الآيتان موضوع تأملنا. وأول - بل وأهم - ما يجب الانتباه إليه هو أن الله مِن الممكن - بحسب مشيئته الصالحة - أن يُجيزنا في النوع الأول من التجارب وذلك لتدريبنا وتنقيتنا وامتحان إيماننا، وهذا ما يجعلنا نفرح حين نقع في تجارب متنوعة (يع1: 2)، إلا أنه من المستحيل بأي حال من الأحوال أن يجرِّبنا بالنوع الثاني من التجارب «لاَ يَقُلْ أَحَدٌ إِذَا جُرِّبَ: إِنِّي أُجَرَّبُ مِنْ قِبَلِ اللهِ، لأَنَّ اللهَ غَيْرُ مُجَرَّبٍ بِالشُّرُورِ، وَهُوَ لاَ يُجَرِّبُ أَحَدًا» (يع1: 13).
ويكون احتمال التجربة، في هذه الحالة، معناه الصمود وعدم الرضوخ أمام الإغراء، كما حدث مع يوسف على سبيل المثال، ويكون المنفذ متمثِّلاً في مخافة الله وتخبئة أقواله في القلب، ليُمكننا الهروب من فخ التجربة، والانتصار رغم المغريات.