رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
صبر أيوب في كل العهد القديم، بل في كل التاريخ - باستثناء ربنا يسوع المسيح، رجل الأوجاع، المتألم الأعظم - يقف أيوب كمن كان له الحظ الأوفر من الآلام، والنصيب الأكبر من التجارب. لا أعتقد أن أحدًا آخر تألم نظيره، أو عانى معاناته، أو قاسي محنته. كان أيوب من أعظم رجال عصره وأغناهم، لكن فجأة، وبدون مقدمات، خسر كل ممتلكاته: البقر والأتن والغنم والجمال، إلا أن الخسارة الأصعب هي خسارة أبنائه وبناته - العشرة - المحبوبين جدًا لديه (أي1: 14-19)، ثم خسر صحته: فأُصيب بقرح رديء مِن باطن قدمه وحتى هامته (أي2: 8). تخيل معي - عزيزي القارئ - شخص نظيره في بلواه، لم يكن عنده ولا سفر من أسفار الكتاب المقدس، لم يكن أمامه أمثلة من مؤمنين غيره متألمين ليستفيد من تجربتهم، بل على العكس كان له زوجة تتكلم كلامًا يزيد جراحه، بدلاً من أن تكون مصدرًا لتشجيعه ومواساته «فَقَالَتْ لَهُ امْرَأَتُهُ: أَنْتَ مُتَمَسِّكٌ بَعْدُ بِكَمَالِكَ؟ بَارِكِ اللهِ وَمُتْ!» (أي2: 9)، وأيضًا كان أصحابه يؤلمونه بكلماتهم الموجعة، إذ ظنوا أن أيوب لا بد قد احتضن شرًا كبيرًا استوجب ذلك التأديب الرهيب. لكن كم نندهش من هذا البطل ومن مقدار صبره، فلقد لمع صبره، وظهرت روعة إيمانه في كلمات حلوة قالها مثل: «عُرْيَانًا خَرَجْتُ مِنْ بَطْنِ أُمِّي، وَعُرْيَانًا أَعُودُ إِلَى هُنَاكَ. الرَّبُّ أَعْطَى وَالرَّبُّ أَخَذَ، فَلْيَكُنِ اسْمُ الرَّبِّ مُبَارَكًا» (أي1: 21)، وأيضًا: «أَالْخَيْرَ نَقْبَلُ مِنْ عِنْدِ اللهِ، وَالشَّرَّ لاَ نَقْبَلُ؟» (أي2: 10)، وأيضًا: «لاَ أَنْتَظِرُ شَيْئًا. فَقَطْ أُزَكِّي طَرِيقِي قُدَّامَهُ» (أي13: 15). |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
قبل الآلام كان أيوب يعتد بنفسه |
ليته لا يقول أحد: نحن لسنا في وقت محنة الآلام |
الآلام فى حياة أيوب |
الكنيسة تحتفل بـ«أربعاء أيوب» ضمن «أسبوع الآلام» |
ساعات الحظ وأيام الحظ وأرقام الحظ لكل برج |