رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
وفي مَساءِ ذلك اليَومِ، يومِ الأحد، كانَ التَّلاميذُ في دارٍ أُغْلِقَتْ أَبوابُها خَوفاً مِنَ اليَهود، فجاءَ يسوعُ ووَقَفَ بَينَهم وقالَ لَهم: السَّلامُ علَيكم! "جاءَ يسوعُ" فتشير الى جسد المسيح الذي لم يَعُدْ بعد خاضعاً لنفس قوانين الطبيعة كما كان قبل موته، فكان يخترق الجدران والحواجز (يوحنا 20: 26)، وهو غير مُقيّد بحدود الزمان والمكان، وغير مُقيّدٌ بالحاجات الماديّة والبيولوجيّة، ولا بقوانين الطبيعة كالجاذبيّة الأرضيّة؛ بل أصبح ممكناً له الدخول، والأبواب مغلقة. إلاَّ أنه لم يكن شبحا او خيالا بل "جِسْمًا رُوحِيًّا" كما دعاه بولس الرسول (1 قورنتس 15: 44). والجسم يُطلقُ على البدن الذي فيه حياةٌ وروحٌ وحركة. وأمَّا الجسدُ فيطلق على التمثالِ الجامد، أو بدن الإنسان بعدَ وفاته وخروجِ روحه. ويتكرِّر مجيء يسوع الحي القائم أكثر من مرة بين تلاميذه مرافقا لهم كما يرافق الراعي خرافه (يوحنا 14: 3-18). لكن التلاميذ لم يستطيعوا معرفة يسوع إلاّ بعد ان أدخلهم عن طريق الكتب المقدسة في سر موته وقيامته (لوقا 24: 25-27). عاد يسوع من عالم آخر غير خاضع لقوانين الطبيعة: إذ به يدخل والابواب مغلقة، وفجأة وقف في وسطهم. هو يبادر فيأتي اولاً الينا، ونحن نذهب الى لقائه، ومجيئه يملأ القلوب تعزية ًوشجاعة. أمَّا فعل "وقف" فمعناه الرمزي وقفة القيامة. يشرح لنا يوحنا الإنجيلي كيف يُدخل يسوع الاثني عشر في ملء رسالة الفصح. َفتَحُ المسيح الأبواب فلا أَحَدَ يُغلِق، ويُغلِقُ فلا أَحَدَ يَفتَح" (رؤيا 3: 7). |
|