منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 22 - 02 - 2022, 01:27 PM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,274,632

يُوسُفُ لقد عصفت به الحياة


يُوسُفُ لقد عصفت به الحياة، وغدر به إخوته، والشمس قد لوَّحته، وفي يوم واحد وجد نفسه وقد حُرم من أبيه، وحُرم من أخيه الصغير بنيامين، وحُرم من القميص الملون علامة التميز والحب من أبيه، وحُرم من البيت، وحُرم من الحرية ومن الكرامة الإنسانية. لقد أظلمت الدنيا من حوله بالغيم الثقيل، ولم يبق له في الحياة سندًا سوى الله الذي تعلق به كمحط آماله الوحيد. انحنت نفسه إلى التراب، وانسحق وهو يرى نفسه عبدًا وسط قافلة الإسماعيليين الذين أنزلوه إلى مصر وباعوه هناك. صار كل هذا عليه وهو لا يعلم لماذا؟ لقد تألم في طريق الطاعة والبر وصُنع الخير. بدل محبته خاصموه ووضعوا عليه شرًا بدل خير وبغضًا بدل حُبه، وهذا زاد من أحزانه. إنهم في شرهم وقسوتهم لم يذكروا أن يصنعوا رحمة، بل طردوا إنسانًا مسكينًا وفقيرًا ومنسحق القلب ليميتوه نفسيًا ومعنويًا. بالتأكيد دموعه لم تجف بطول الرحلة، وصعبت عليه نفسه، لم يجد من يتكلم معه سوى الرب الذي لم يتخلَ عنه بل وقف معه وسنده. كانت جذوره عميقة وأساساته متينة، لهذا كان يميل وقت الإعصار، إنما غصنٌ لا ينكسر. استعاد اتزانه بعد الصدمة واستطاع أن يرفع عينيه إلى فوق ليرى أن القدير لم يزل موجودًا ولم يزل محبًا وحكيمًا ويهيمن ويسيطر على الأحداث ويمسك بزمام الأمور، ويهمس في أعماقه قائلاً: “من عندي هذا الأمر”. وهو بدوره يقول مع المرنم: سلمتُ أمري في يديك، وإنني راضٍ وصابر. كان يحزّ في نفسه الجحود، وأنه صغير إلى هذا الحد في عيون إخوته، حتى إنهم قيَّموه بعشرين من الفضة، لكنه كان متأكدًا أنه كبير في عيني الرب، وكأنه يردد كلمات الترنيمة: لو كان غيرك سيدي .. لو كان بي يتحكم .. من أين كنت سأُرحم .. فأنت وحدك ترحم .. لوكان غيرك سيدي .. لو كنت منه أُقيَّم .. من أين كنت سأُرفع .. وبذا المقام أُكرَّم. كان يفكِّر في مشاعر أبيه وانسحاقه وحزنه عليه، وهذا أضاف إليه حزنًا على حزن، فقد كان يعرف كيف كان يحبه. دموع أبيه كانت غالية عنده، وتوقَّع أنه سيندم ولن يغفر لنفسه أنه هو الذي أرسله. ومن جانبه كان سيفتقد الحضن الوحيد الذي كان يحبه بعد موت أمه. كان متحيرًا ولا يفهم: كيف؟ ولماذا؟ وحتى متى؟ وربما كان يسأل الرب ولا يجد الإجابة، وصمت السماء أمام دموعه وتضرعاته لفترات طويلة كان يضيف إلى وثقه ضيقًا.
رد مع اقتباس
إضافة رد


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
سيبقى شامخاً مهما عصفت به الحياة
فمهما عصفت بكم الحياة على سفينة حياتكم
فمهما عصفت بكم الحياة ومهما
مهما عصفت بك الحياة
تظاهر أنك بخير دائماً مهما عصفت بك الحياة


الساعة الآن 05:24 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024