رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
مفارقات بين تأديب الآب لنا وتأديب الآباء الجسديين يقول كاتب العبرانيين: «قَدْ كَانَ لَنَا آبَاءُ أَجْسَادِنَا مُؤَدِّبِينَ، وَكُنَّا نَهَابُهُمْ. أَفَلاَ نَخْضَعُ بِالأَوْلَى جِدًّا لأَبِي الأَرْوَاحِ، فَنَحْيَا؟» (عب12: 9). وهذا التأديب كان «حَسَبَ اسْتِحْسَانِهِمْ» (ع10)، الذي يشوبه الكثير من النقص تمامًا مثل من يقوم به؛ أما الله أبونا فهو يتصف بالكمال، وكذا تأديبه لنا. إن آباءنا الأرضيين أدَّبونا «أَيَّامًا قَلِيلَةً» (ع10)، من سن الطفولة إلى سن البلوغ وتحمُّل المسؤولية، أما مدة التأديب الإلهي فإنها تشمل الحياة كلها منذ أن عرفنا المسيح كمخلِّصنا وحتى نهاية الحياة. وتحديد جرعات التدريب والتأديب وكذلك مدته هي في سلطان الآب الحكيم، لذا يقول الرسول “وَأَمَّا أَخِيرًا” (ع11)، وهو الوقت الذي يراه الله مناسبًا لانتهاء هذا التدريب، إذ يظهر ثمر هذا التدريب. وبولس بالوحي يقول: إننا كنا نهاب الآباء الجسديين، بالرغم من نقائصهم (ع9)، فكيف لا نهاب الآب في معاملاته معنا؛ وكأنه بلغة عتاب الرب مع الشعب القديم يقول: «الاِبْنُ يُكْرِمُ أَبَاهُ، وَالْعَبْدُ يُكْرِمُ سَيِّدَهُ. فَإِنْ كُنْتُ أَنَا أَبًا فَأَيْنَ كَرَامَتِي؟ وَإِنْ كُنْتُ سَيِّدًا، فَأَيْنَ هَيْبَتِي؟» (ملا1: 6). |
|