رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
الحَقَّ أَقولُ لَكم: لن أَشرَبَ بَعدَ الآنِ مِن عَصيرِ الكَرمَة، حتى ذلك اليَومِ الَّذي فيه أَشرَبُه جديداً في مَلَكوتِ الله تشير عبارة "عَصيرِ الكَرمَة" إلى رمز الفرح، ويدل هذا الفرح على مستوى جديد في السماء. أمَّا عبارة "ذلك اليَومِ" فتشير الى اليوم الأخير أي عندما يجيء الرب ثانية في المجد. أمَّا عبارة "أَشرَبُه جديداً" فتشير الى تطلع يسوع الى ما بعد موته، الى حياته المُمجَّدة، والى الشركة الكاملة في ملكوته فيشرب عصير الكرمة، دلالة فرحه حين يدخل المختارون في ملكوت الل وفرح الله بأن كنيسته، عروسه، معه في الملكوت وللأبد، وفرح الكنيسة بوجودها مع الله في ملكوته. والفرح الذي نحصل عليه الآن هو عربون الفرح الابدي. ويُعلق القديس كيرلس الإسكندري "يُعرف ملكوت الله بالتبرير بالإيمان، والتطهير بالمعمودية والاشتراك بالروح القدس والعبادة بالروح، لذلك يقول السيد السميح لن أذوق مثل ذلك الفصح، الظاهر نموذجاً بصورة الطعام، حتى يتمّ في ملكوت الله اي في الوقت الذي فيه يُبشر بملكوت السماوات". فمائدة الرب لها بُعدان: بُعد ماضي يشير الى الصليب، وبُعد مستقبلي يُشير نحو التكامل في الملكوت السماوي. وقد قام يسوع بأمرين على مائدة الفصح هما: تمرير الخبز وشرب الكأس وأعطاهما معنى جديداً بأنهما يشيران الى جسده ودمه. وقد استخدم الخبز والخمر لإيضاح أهمية ما كان يوشك ان يفعله على الصليب كما جاء في تعليم بولس الرسول" فإِنِّي تَسَلَّمتُ مِنَ الرَّبِّ ما سَلَّمتُه إِلَيكُم، وهو أَنَّ الرَّبَّ يسوع في اللَّيلَةِ الَّتي أسلِمَ فيها أخَذَ خُبْزًا وشَكَرَ، ثُمَّ كَسَرَه وقال: ((هذا هو جَسَدي، إِنَّه مِن أَجْلِكُم. اِصنَعوا هذا لِذِكْري. وصَنَعَ مِثلَ ذلكَ على الكَأسِ بَعدَ العَشاءِ، وقال: هذه الكَأسُ هي العَهْدُ الجَديدُ بِدَمي. كُلُّمَا شَرِبتُم فاصنَعوه لِذِكْري. فإِنَّكُمَ كُلَّمَا أَكَلتُم هَذا الخُبْز وشَرِبتُم هذِه الكَأس تُعلِنونَ مَوتَ الرَّبِّ إِلى أن يَأتي" (1 قورنتس 11: 23-26). ويعتبر القديس يوحنا الذهبي الفم أن كلمات يسوع هذه تحقَّقت بعد قيامته عندما أكل وشرب مع تلاميذه: "إني لا أشرب... لأنه كان يُكلمهم عن آلامه وصليبه، فيضيف كلاماً عن القيامة أيضاً. عندما يذكر الملكوت يقصد سوف ترونني قائماً". امَّا عبارة "مَلَكوتِ الله" فتشير الى وصفه بصورة الوليمة المسيحانية (أشعيا 25: 6). |
|