البابا شنودة الثالث
المتواضع يضع أمامه الكمال المطلوب منه، فيرى أنَّه لم يصل بعد إلى شيء. يَتذكّر قول السيد الرب "كونوا أنتم أيضًا كاملين، كما أنَّ أباكم الذي في السموات هو كامل" (مت48:5). ويرى أنَّ المسافة طويلة بينه وبين هذا الكمال المطلوب، فيتضع قلبه ويشعر أنَّه لا يزال في الموازين إلى فوق (مز9:62). ويُردد نفس العبارات التي وُصِف بها بيلشاصر الملك "وُزِنت بالموازين، فوُجدت ناقصًا" (دا27:5). وهكذا يتضع قلبه إنْ تذكَّر المطلوب منه.
فإنْ كانت المحبة هي أول ثمرة من ثمار الروح الكثيرة (غل23،22:5). وللمحبة برنامج طويل ذَكَرَه بولس الرسول في (1كو13) وللآن لم يُدرك بعد أعماق هذه المحبة، ولم يَستكمل مستلزماتها، فماذا يقول إذن عن باقي ثمار الروح التي ليس لها منها شيء؟!
بل يذكُر أيضًا قول الرب "متى فعلتم كل ما أُمرتم به، فقولوا إنَّنا عبيد بطالون، لأنَّنا إنَّما عملنا ما كان يجب علينا" (لو10:17). ويقول: حقًا، إنَّني لم أصل بعد إلى درجة هؤلاء العبيد البطالين!