منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 17 - 02 - 2022, 06:40 PM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,260,226

القديس يوحنا ذهبي الفم الألم ومكائد الآخرين




القديس يوحنا ذهبي الفم


الألم ومكائد الآخرين:

"إن كان الشيطان المملوء مكرًا هذا مقداره بعدما صب كل ما في جعبته، مستخدمًا كل أسلحته، وسكب كل شروره ضد إنسان بار ذا مركز عالي سام لم يسبب له أذى، بل بالحري كما سبق أن قلت قد أفاده، فكيف تقدر أن تتهم إنسانًا أو آخر أنه يحمل في يديه ضررًا لغيره وليس لنفسه...؟
لست بهذا أقول أنه لا يوجد من يضر غيره، إنما لا يصيب الضرر أحد بيد آخر بل بسببه هو... فقد أضر إخوة يوسف أخاهم، لكنه لم يصب يوسف بضرر. القي قايين شباكه ضد هابيل، لكن هابيل لم يسقط فيها...
(ماذا يفعل بك الآخرون؟)...
أيسلبون مالك؟ أذكر هذه الكلمات: عريانًا خرجت من بطن أمي وعريانًا أعود إلى هناك"، وقول الرسول: "لأننا لم ندخل العالم بشيء، ووضح أننا لا نقدر أن نخرج منه بشيء".
هل أسيء إلى سمعتك، وقذفك البعض بشتائم لا حصر لها؟ أذكر القول: "ويل لكم إذا قال فيكم جميع الناس حسنًا" وأيضًا: "افرحوا وتهللوا أن قالوا عليكم كلمة شريرة".
هل أخذت إلى النفي؟ أذكر أنه ليس لك هناك موضع إنما يليق بك أن كنت حكيمًا أن تتطلع إلى العالم كله كأرض غربة...
هل يعاني إنسان من موت عنيف؟ ليذكر يوحنا الذي قطعت رأسه في السجن وأخذت علي طبق، وقدمت مكافأة لرقص زانية...
يأمل المكافأة التي تنالها علي حساب هذه الأمور، فأن هذه الآلام جميعها إذ تسقط علي إنسان من أخر ظلمًا إنما تنزع خطايانا وشرنا.
"عظيم إذن هو نفع هذه الأتعاب لمن يحتملها بشجاعة ".
هكذا إذ يدخل الإنسان إلى خبرة الحياة الأبدية يحمل نظرة جديدة نحو ظلم الآخرين و مكائدهم، تتحول الآلام التي يصبونها علينا إلى أفراح.

وقد أوضح القديس نظرتنا إلى صانعي المكائد وأعمالهم هكذا:
1. صانعوا المكائد إخوة لنا وليس أعداء... فأنه ليس لنا إلا عدو واحد هو الخطية التي تفسد سلامنا، أو هو الشيطان الذي يخرج ببث العداوة بين البشر. فعلي سبيل المثال: "لم ييأس بولس من خلاص راجميه بالحجارة أو ضاربيه بالعصي إذ يمكن أن ينالوا الملكوت"، ويصيروا إخوة له.

2. الله يسمح بوجود هذه المكائد ضدنا لكي نتألم وإنما لنتكل... أنه يرى خلال آلامنا الأمجاد الأبدية التي توهب لنا.
"لعمري، أنك ما خسرت شيئًا، بل أخذت زيارة.
أنك ما ظلمت إنما تكللت، إذ صرت شبيها بالله ".
"أني أنظر السيوف فأتأمل السماء!
أتوقع الموت أفكر في القيامة!
أتطلع إلى متاعب هذا العالم السفلي فأضع في اعتباري المكافآت السماوية!
أدرك هذا لعدو فأتأمل الإكليل السماوي".
مرة أخرى يقول: "أن كأن لا يقدر أحد أن يلومني علي فعل الخطية، فليقم العالم كله بحرب ضدي، فأن مثل هذه الحرب تجعلني بالأكثر ممجدًا".

3. يرى القديس أيضًا في مكائد الآخرين فرصة لغسل الدم في دم السيد المسيح، وذلك بقبولنا لها من يدي الله بشكر كتأديب عن خطايانا، إذ يقول:
"إذا أخطأنا ينهض الله علينا أعداءنا لتأديبنا، لهذا يليق بنا لا أن نحاربهم، بل نحاسب أنفسنا ونثقفها.
لنتقبل الآلام كقبول الأدوية من الطبيب لأجل خلاصنا، وكقبول التأديب من الأب حتى نتمجد. لهذا يقول الحكيم ابن سيراخ: "يا بني إذا تقدمت لخدمة ربك فتأهب للتجارب واصبر".
"لا تقل أن شتمك وأساء إليك واستهزأ بك وسبك وصنع معك كل شر... فأنه قد أوجد لك فرصة لغسل خطاياك".

4. أخيرًا فأن القديس يوحنا يجد في مكائد الآخرين فرصة للغلبة علي طبعة البشري، حيث يتدرب إنسان كيف يغلب غضبه.
في هذا يقول: "كان انتصار داود علي الطبيعة الإنسانية حين سامح شاول أبلغ اقتدارًا من غلبته علي جليات الجبار الصنديد. هذه الغلبة أشرف لأنها بدون سفك دم، وهي أمر عجيب. لقد خرج داود في أثر شاول شاكرًا الله لا لأنه لم يقطع رأس عدوه فحسب، وإنما لأنه أمات روح الغضب في شاول، فتخلص من روح الحقد وحطم عدوه (شيطان الانتقام) بحد السيف ".
رد مع اقتباس
إضافة رد


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
القديس يوحنا ذهبي الفم ومدرسة الألم
القديس يوحنا ذهبي الفم بدد الخطية علة الألم
القديس يوحنا ذهبي الفم الألم والخطية
القديس يوحنا ذهبي الفم ومصدر الألم
رجل الألم القديس يوحنا ذهبي الفم


الساعة الآن 01:20 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024