رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
تدريبات الإيمان وكان له كلام الرب قائلاً: قُمْ اذهب إلى صرفة التي لصيدون وأقمْ هناك. هوذا قد أمرت هناك امرأة أرملة أن تعُولك ( 1مل 17: 8 ) تغيرت ظروف إيليا إلى الأردأ. كان قبلاً يشرب من نهر يجري في صفاء. لكنه هنا طلب من الأرملة قليلاً من الماء في إناء ليشرب. هناك كانت الغربان تأتي إليه بخبز ولحم صباحًا وبخبز ولحم مساءً. هنا طلب كسرة خبزٍ ليأكل. هناك كان مستريحًا يستمتع بجمال وهدوء الطبيعة، لا أحد يُنغِّص عليه صفاءه، ولا شيء يُعكِّر أو يُكدِّر حياته. هنا عليه أن يُعايش امرأة أرملة فقيرة ومكتئبة، لا تفكر إلا في نفسها وفي ابنها. وكان على النبي أن يقبل التغيير ويرضى بما يرضاه القدير. وأن يتعلم أن يكون مكتفيًا بما هو فيه، ويقنع بالقليل، ويترك الأمور بين يدي الرب. وكان هذا جزءًا من النار التي تُصهر، كمعنى اسم "صرفة". وكان امتحانًا لإيمانه. هل سيظل واثقًا في عناية الله به وصلاحه من نحوه؟ هل سينظر إلى العطايا، أم إلى العاطي؟ هل سيصمد ويحتمل الوضع، أم سيهرب منه ويفكر في طريق آخر؟ وأنت أيها الصديق العزيز. هل أنت مستعد أن تقبل التغيير، عندما يكون التغيير بحسب النظرة الطبيعية إلى الأسوأ؟ هل ستتعايش مع الأوضاع التي يسمح بها الرب لك، دون شكوى؟ إن الاحتكاك بالإنسان في أحيان كثيرة، هو أصعب من الاحتكاك بالغربان. لكن الخادم سيخدم الناس وليس الخلائق العجماء. ولهذا كان عليه أن يتدرب على الاحتكاك بالإنسان حتى لو كان في أردأ حالاته. كان كل شيء بحسب الظاهر يملأ قلب النبي بالشكوك والمخاوف. وكان المنظر هكذا قاتمًا، ويدعو إلى اليأس. ولكن النبي لم يعبأ بالمنظور، لأن ثقته بُنيت على أمانة الله. ومن مراحم الماضي واختباراته استمد عونًا ورجاءً للمستقبل. ولذلك لم يكن محتاجًا إلى تعضيد الظروف التي حوله. إن عين الإيمان تستطيع أن تخترق السُحب، فترى الله الذي وعد قائلاً: «قد أمرت هناك امرأة أرملة أن تعولك». وإيليا لم يشك في وعد الله، بل تقوّى بالإيمان مُعطيًا مجدًا لله. كان ينظر إلى إله الظروف وليس إلى الظروف. ولذلك كانت روحه هادئة وغير متزعزعة، وسط ظروف كانت كافية لسحق روح شخص سائر بالعيان وليس بالإيمان. إن عدم الإيمان يضع الظروف بين النفس والله، ولكن الإيمان يضع الله بين النفس والظروف. والإيمان يعوِّل على الله في كل شيء، ولا يحتقر القليل الموجود. |
|