رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
رفع أعيننا إلى الغابات والثلوج الأبديّة: في عام ١٩١٢ قدّم جون هنري جويت، وكان راعيا للكنيسة المشيخيّة الخامسة في مدينة نيويورك، محاضرات في جامعة ييل عن الوعظ. هناك نصا في واحدة من محاضراته يصف الوعظ العظيم ويعطينا رؤية لما كان يقصده كاتب سفر راعوث عندما أنهى قصته. يصف جويت الواعظ العظيم كمن يبدو وكأنه ينظر إلى الأفق، وليس في حقلة مغلقة، أو إلى منظر طبيعيّ محلي. لديه وسيلة رائعة لربط كل موضوع بالأزليّة والأبديّة. . . الأمر يبدو وكأنك تنظر إلى قطعة من الخشب المنحوت في نافذة قرية سويسريّة، ثم ترفع عينيك وتنظر إلى الغابة حيث ينمو الخشب، وأعلى من ذلك حيث الثلوج الأبدية! نعم، كانت هذه هي طريقة بيني، وطريقة دايل، وطريقة بشنل، ونيومان، وسبرجين لأنهم كانوا دائما على استعداد للتوقّف عند نافذة القرية، لكنهم دائما كانوا يربطون بين الشوارع والمرتفعات، ويبعثون بنفوسكم للتجوّل عبر تلال الله الأبدية. (الواعظ : حياته وعمله، ص. ٩٥) لو كانت قصة سفر راعوث انتهت فقط في قرية صغيرة يهوديّة مع الجدّة المسنة وهي تعانق حفيدها الجديد، سوف تكون كلمة مجد كبيرة جدا. لكن الكاتب لا يختم القصة بهذا الشكل. بل رفع عينيه إلى غابات وجبال الثلوج لتاريخ الفداء. في الآية ١٧ يقول ببساطة شديدة أن هذا الطفل كان عوبيد والد يسى ويسى والد داود. فبشكل مفاجئ ندرك أنه طوال القصة كان هناك أمرا على مقربة أعظم جدا مما نستطيع تخيله. فالله لم يكن يعمل فقط لأجل بركة وقتيّة لعدد قليل من اليهود في بيت لحم. بل كان يُعد لمجيء أعظم ملك لإسرائيل، أي داود. واسم داود يحمل معه الرجاء في المسيا، والعصر الجديد، والسلام، والبر، والحرية من الألم والبكاء والحزن والشعور بالذنب. إن هذه القصة البسيطة والصغيرة تتدفق مثل تيار إلى نهر كبير من الأمل. |
|